Ibn Rumi: Noloshiisa Suugaantiisa
ابن الرومي: حياته من شعره
Noocyada
لا يا قضاة! بقي من أسباب الحكم كل شيء، ولم يحصل لدينا بعد هذا كله سبب واحد يجوز لنا أن نعتمد عليه! بقي البحث في أسباب نقمته وذمه وشهادته على نفسه؛ فإن هذه هي العناصر التي تتألف منها الأخلاق، وليست ملامح الغضب ولا كلمات الشفاه، فإذا نحن عرفناها فذاك، أما إذا ظلت مجهولة فقد جهلنا كل سر، ولم نعرف إلا ألوان الطلاء. علام تدل النقمة؟
ثم علام يدل الاعتراف؟
إن الإنسان لينقم وهو من أشرف الناس في نقمته، وأنه ليرضى وهو من أخبث الناس في رضاه، وإن اعتراف المعترف لأحجى أن يبرئه من رذيلة المواربة والنفاق، وهي رذيلة لا تخلو منها طبيعة الحاسد أو طبيعة الحقود؟
ويلوح لنا أن نقاد الأخلاق على هذا النمط لا يختلفون كثيرا من قضاة الزمن الغابر الذين كانوا يضربون «المتهم» ليقر بالذنب، ثم يأخذونه بشهادته على نفسه، فغاية الفرق بينهم أن نقادنا لا يضربون، ولكنهم كذلك لا يسألون عن المنقود المسوق إليهم: هل هو مضروب أو غير مضروب؟ ونخالهم يغتبطون بأن يساق إليهم مضروبا معترفا ليغنيهم عن البحث، ويعفيهم من مؤنة السؤال والجواب!
وشهادة الإنسان على نفسه بالشر كشهادته لها بالخير، كلتاهما لا قيمة لها ما لم يكن لها مصداق من الطبيعة والواقع، فابن الرومي قد شهد على نفسه بالحقد فقال وهو يتحدث بأخلاقه:
شكري عتيد وكذاك حقدي
للخير والشر مكان عندي
وقال:
وما الحقد إلا توءم الشكر في الفتى
وبعض السجايا ينتسبن إلى بعض
Bog aan la aqoon