123

Ibn Rumi: Noloshiisa Suugaantiisa

ابن الرومي: حياته من شعره

Noocyada

وكنت جلاء للعيون من القذى

فقد جعلت تقذى بشيبي وترمد

أو قال:

وما يرجى من البيض ابتسام

لمن أمسى لمفرقه ابتسام

كأن محاسني لم تضح يوما

وفي لحظاتهن لها اقتسام

كأني لم أر اللمحات نحوي

وفي اللمحات لثم والتزام

والمرء يبالغ إذا أراد أن يتهكم أو يتفجع، ويبالغ إذا أراد التهوين أو التهويل، فالصورة الأولى أدخل في باب الصور الهزلية التي فيها ما في جميع هذه الصور من التحريف والمسخ والمبالغة، والصورة الثانية أدخل في باب الصور المحسنة التي يكثر فيها التنوق والإصلاح، ولكنا نرجح أنه كان كلما قلنا «على حظ من وسامة الطلعة في شبابه، معتدل القسمات، لا يأخذ الناظر بعيب بارز ولا صفة بارزة في صفحة وجهه»؛ لأنه كان يتناول بالسخر كل عيب في وجوه الذين هجاهم من خصومه ومازحهم من أصحابه، فلو كان فيه مثل هذه العيوب البارزة التي لا تدارى ولا يغالط فيها لما تناولها، ولا حول الأنظار إلى مثلها في وجهه، أو هو لو كانت فيه هذه العيوب وتناولها بالهجو والدعابة لتعرض له المهجوون بمثل فعله، فرد عليهم شعرا كما رد عليهم حين تعرضوا له في العيوب الأخرى من مشية أو صلع أو هزال.

Bog aan la aqoon