وقد نَفَعَ الله بهذه المكتبة العامرة بعد موت ابن القَيِّم ﵀؛ ذلك أنها آلت إلى أولاده من بعده - وقد كانوا أهل علم وفضل كما مضى - فاصطفوا لأنفسهم جملةً كبيرةً منها كما مرَّ، واقتنى كتبًا نفيسةً منها: ابن أخيه عماد الدين إسماعيل بن عبد الرحمن١،"وكان لا يبخل بعاريتها" كما قال ابن حجي٢.
فرحم الله ابنَ القَيِّم، وأجزل له المثوبة، فلقد خَلَّف لأولاده خير زاد، وأفضل ذخيرة ليوم الْمَعَادِ، مع عموم الانتفاعِ بهذه الكتب بالإعارة وغيرها.
١ ابن أبي بكر بن أيوب ... المعروف "بابن قَيِّم الجوزية" كَعَمِّه، وكان رجلًا حسنًا، وقد اقتنى أكثر مكتبة عَمِّه شمس الدين ابن القَيِّم. توفي في رجب سنة ٧٩٩هـ.
له ترجمة في: ذيل ابن عبد الهادي على طبقات ابن رجب: (ص٢١)، والدارس في تاريخ المدارس: (٢/٩١) .
٢ الدارس في تاريخ المدارس: (٢/٩١) .