Ibn Hazm: His Life, Era, Views, and Jurisprudence
ابن حزم حياته و عصره آراؤه وفقهه
Daabacaha
دار الفكر العربي
Goobta Daabacaadda
القاهرة
((انتقل أبى رحمه اللّه من دورنا المحدثة بالجانب الشرقى من قرطبة فى وادي الزهراء إلى دورنا القديمة فى الجانب الغربى من قرطبة ببلاط مغيث فى اليوم الثالث ... وذلك فى جمادى الآخرة سنة ٣٩٩))(١).
وقدْ استمرتْ الإحن والفتن ، حتى اضطروا إلى الخروج من قرطبة إلى المرية ويقول فى ذلك: ألقت الفتن جرانها ، وأرخت عزاليها ووقع انتهاب جند البربر منازلنا فى الجانب الغربى بقرطبة ... ونقلت بى الأمور إلى الخروج عن قرطبة وسكنى مدينة المرية(٢) وكان ذلك سنة ٤٠٤ - كما قال: .وضرب الدهر ضرباته، وأجلينا عن منازلنا، وتغلب علينا جند البربر فخرجت عن قرطبة أول المحرم عام أربع وأربعمائة(٣).
٣٠ - اعترضت تلك المحنة ابن حزم فى حياته الأولى فزنقت العيش , ذلك الفا كه ، ولعله كان الدرس الذى كان لا بد منه لكي تكتمل قوة نفسه ، فإن النعيم المطلق قد يحدث طراوة فى النفس لا يكون معها جد ، فلا تتمرس بالحياة ، ولا تذوق لذة العمل والجهد فيها ، ولذة الوفاق ، وعنف الخصام ، ويعرف حلو الحياة ومرها ، وكذلك كانت حياة ابن حزم كلها ، اختلطت فيها الشدة بالنعمة ، وطيب العيش بجهد الحياة ، فكان مزاجاً من الرقة والعنف ، والعواطف الناعمة ، والجدل الصارم .
طلبه للفقه والعلم
٣١ - تعلم ابن حزم فى حياته الأولى ما يتعلمه أبناء الأكابر من كبار الدولة من حفظ الأشعار ، وحفظ القرآن ، والخط والكتابة ، وكان ذلك على أيدى النساء كما ذكرنا .
ولم يكتف أبوه بذلك بل جعل له رجلا تقياً وقوراً حصوراً يلازمه ، ومجلسه فى مجلس الشيوخ يستمع إليهم ، ويتلقى عليهم ما تدركه سنه . ذلك
(١) الكتاب المذكور .
(٢) طوق الحمامة ص ١١٨ .
(٣) الكتاب المذكور ص ١١٢.
29