Ibn Hanbal: His Life and Era – His Opinions and Jurisprudence
ابن حنبل حياته وعصره – آراؤه وفقهه
وذلك لما أوجب الله من النصيحة، وندب العلماء من القيام بها الخاصة والعامة. ولقد جاء في هذه الرسالة عن شيخه أحمد: ((ولقد تبين عند أهل العلم عظم المصيبة بما فقدنا من شيخنا رضي الله عنه، أبي عبد الله أحمد بن حنبل إمامنا، ومعلمنا، ومعلم من كان قبلنا منذ أكثر من ستين سنة، وموت العالم مصيبة لا تجبر، وثلمة لا تسد، وما عالم كعالم، إنهم يتفاضلون، ويتباينون بونا بعيدًا))(١)
ولقد روي عن أحمد مسائل في الفقه، وروي عنه حديثًا كثيرًا، ومن مسائله في الفقه ما ذكره من أن قراءة القرآن بالألحان بدعة لا تستحسن، فقد قال الأثرم: ((سألت أبا عبد الله عن القراءة بالألحان. قال: كل شيء محدث، فإنه لا يعجبني، إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه))
وروي عن أحمد جواز المسح على العمامة، وإغنائه عن المسح على الرأس، فقد جاء في كتاب المنهج لأحمد عنه: سمعت أبا عبد الله سئل عن المسح على العمامة، قيل تذهب إليه؟ قال: نعم من خمسة وجوه عن النبي ﷺ(٢)
وجاء في هذا الكتاب أنه روي عنه أن المضمضة والاستنشاق ركنان من أركان الوضوء، ففيه: ((سألت أبا عبد الله عن رجل نسي المضمضة والاستنشاق في وضوئه؟ قال: يعيد الصلاة. قلت لأبي عبد الله يعيدهما أم يعيد الوضوء كله؟ قال: لا بل يعيدهما ولا يعيد الوضوء))
وهذا النص يفيد بظاهره أن المضمضة والاستنشاق ركنان، ويفيد أن الترتيب بين الأركان، والموالاة ليسا بشرطين، بدليل أنه يعيد بعد القيام بأداء الصلاة فعلاً، ويعيدهما وحدهما من غير إعادة الوضوء كله، وهكذا نراه يروي مسائل عن أحمد وروى عنه حديثًا كثيرًا كما نوهنا من قبل.
وقد توفي الأثرم كما جاء في المنهاج الأحمد للعليمي سنة ٢٦٠، وقال الذهبي إنه توفي بعد الستين، وقال ابن حجر سنة ٢٦١ وقال ابن أبي يعلى إنه لم يقع له تاريخ وفاته، وقد ادعى ابن قانع فيما نقل عنه الذهبي إنه توفي سنة ٢٧٣، ورجحه.
٦٣ - (٤) عبد الملك بن عبد الحميد بن مهران الميموني: سمع أحمد وغيره من
(١) طبقات ابن أبي علي ص ٣٧، ٣٨ (٢) المخطوط ص ١٧٣
178