89

ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره .

وقوله تعالى:

ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة .

وقوله تعالى عن داود وسليمان:

وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين * وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون * ولسليمان الريح عاصفة تجري بأمره .

ولم يرد في القرآن الكريم ذكر لتسخير الجن والإنس والحيوان إلا بهذا المعنى، ومنه ما جاء عن تسخيرها لسليمان:

وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون .

ومنه:

والشياطين كل بناء وغواص * وآخرين مقرنين في الأصفاد .

فهذا التسخير الذي يفهم منه أن الإنسان قد أوتي علما يسيطر به على القوى والعناصر وما في الأرض، إنما يجري مجرى النواميس الكونية على عمومها، ولا يخص به إنسان من الناس إلا كما يخص بعلم بناء السفن، وصوغ الحديد، واستخدام الريح بأمر من الله في غير احتيال من الشيطان، أو اختلاس من الإنسان.

Bog aan la aqoon