كانت فريضة ما تقول كما ... كان الزناء فريضة الرَّجم
أي: كما كان الرجم فريضة الزنا، فقلب.
ومثله: أصبح ينعى للملاح نفسه، أي ينعى لنفسه الملاح.
والعرب تقول: "اعرض الناقة على الحضو"، تريد: اعرض الحوض على الناقة.
ومن المقلوب أن تقدم ما يوضحه التأخير، وتؤخذ ما يوضحه التقديم؛ كقوله تعالى: ﴿فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ﴾، أي: مخلف رسله وعده؛ لأن الإخلاف قد يقع بالوعد كما يقع بالرسل.
وكذلك قوله تعالى: ﴿دَنَا فَتَدلّى﴾، أي: تدلى فدنا، لأنه تدلى للدنو، ودنا للتدلي.
وقال النابغة:
وقد خفت، حتى ما تزيد مخافتي ... على وعِل في ذي القفارة عاقل
وكان الوجه أن يقول: حتى ما تزيد مخافة وعل على مخافتي، فقلب؛ لأن المخافتين استويا. وفي البيت أيضًا حذف وهو: تزيد مخافتي على مخافة وعْل، فحذف مخافة.
وقال الله تعالى: ﴿خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ﴾، مجازه: خُلِق العجل مِنَ الإنسان.