والياء لا تُدغم في الفاء، ولا تدغُم الفاء فيها.
والسين لا تُدغم فيما قرب منها، لا تدغم في اللام كما أُدغمت اللام في الراء.
والنون تُدغم في الميم، نحو: عمن، يريد: عن من. ولا تُدغم الميم في النون فنقول: قُم نذهب، فتجعل، الميم نونًا.
والنون تُدغم في اللام. قال أبو صخر:
كأنهما مل الآن لم يتغيرا ... وقد مر للدارين بعدنا عصر
والعصر ها هنا: الدهر. يقال: عَصْر وعصُر، وجمعه: أعْصُر وعُصُور.
وحروف الفم أقوى على الإدغام من حروف الشفتين.
وقال آخر:
عوّد لسانك قول الخير تحظ به ... إن اللسان لما عودت معتاد
موكل يتقاضى ما رسمت له مِلء ... خير ولاشر، فانظر كيف ترتاد
يريد: من الخير والشر، فأدغم النون في اللام.
ولا يُدغم أبدًا إلا الأول في الثاني، ولا يُدغم الثاني في الأول.
ومن الحروف ما لا يُدغم فيما قرُب منها؛ فالهمزة لا تُدغم في شيء، ولا يُدْغَمُ فيها.
وتقول: هو من بني العَنْبَر. وإن شئت قُلْت: هو من بني العنر، فحذفت النون إذا كانت بعدها لام تظهر. فإذا قلت: هو من بني الرَّجل، لم تقل: بنرجل؛ لأن اللام في الرجل تظهر.