فلما لبسن الليل [أو] حين نصبت ... له من خذا آذانها وهو جانح
أراد: أو حين أقبل الليل.
وكذلك يحذفون من الكلمة الحرف والشطر والأكثر، ويبقون البعض والشطر والحرف يوحون به؛ فيقولون: لم يك، فيحذفون النون مع حذفهم الواو لاجتماع الساكنين.
ويقولون: لم أُبَلْ، يريدون: لم أُبَالِ.
ويقولون: ولاك افعل كذا، يريدون: ولكن. قال الشاعر:
فلست بآتيه ولا أستطيعه ... ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
والعرب تجترئ بإظهار ما تظهر في أول الكلام عما ينبغي أن يظهر بعده مع شئت وأردت، فيقولون: خذ ما شئت. معناه: أن تأخذ، وكن مع من شئت، أي: أن تكون معه؛ فتترك ذلك لأن المعنى معروف.
ومنه: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ﴾.
ومثله: ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ﴾. المعنى، والله أعلم: في أي صورة ما شاء أن يركِّبك فيها.
والعرب تحذف ألف "يا" من الكتاب؛ من ذلك: يكتبون ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ﴾: يقوم، بحذف الألف. وإنما جاز حذف الألف من "يا"؛ لأن "يا" يُدْعَى بها