48

Husool Al-Ma'mool Bisharh Mukhtasar Al-Fusool Fi Seerat Al-Rasool

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

Daabacaha

نادي المدينة المنورة الأدبي

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

Noocyada

الحَبَشةِ (^١)، فكان أولُ من خرجَ فارًا بدينهِ إلى الحَبَشة عثمانُ بنُ عفان ﵁، ومعه زوجته رقية بنت رسُولِ الله ﷺ، وتبعه الناس. ثم خرجَ جعفرُ بنُ أبي طالبٍ وجماعاتٌ ﵃ وأرضاهم، وكانوا قريبًا من ثمانين رجلًا. فانحاز المهاجرون إلى مملكة أَصْحَمَة النجاشي، فآواهم وأكرمهم، فكانوا عنده آمنين». الكلام عليه من وجوه: ١ ــ أخذ المصنف يتحدث عن هجرة المسلمين إلى أرض الحبشة، وقد ذكر أهل السير أنها بدأت في شهر رجب من السنة الخامسة من البعثة (^٢). ٢ ــ وكان سببها أن النبي ﷺ عندما رأى ما كان ينزل بأصحابه من العذاب والفتنة، ورأى أنه غير قادر على حمايتهم ومنعم، أشار عليهم بالخروج إلى بلاد الحبشة، وقال لهم: «لو خرجتم إلى أرض الحبشة، فإن بها ملكًا لا يُظلم عنده أحدٌ، حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه» (^٣). ٣ ــ وقد جاء في البخاري ما يدل على أن هجرة المسلمين إلى أرض الحبشة كانت مرتين (^٤). وأوضح ذلك أهل السير فقالوا: إنهم كانوا في البداية أحد عشر رجلًا وأربع نسوة، وتسمّى هجرة الحبشة الأولى، ثم إنهم رجعوا إلى مكة بعد أن

(^١) البلد المعروف في إفريقية، ويسمّى اليوم أثيوبية. (^٢) فتح الباري ٧/ ١٨٨. (^٣) سيرة ابن إسحاق ص ١٧٤، والبيهقي في السنن ٩/ ٩، وصححه الألباني في الصحيحة «٣١٩٠». (^٤) صحيح البخاري «٣٨٧٢»، وانظر فتح الباري ٧/ ١٨٩.

1 / 56