فصل
صُلْح الحُدَيبِيَة
قال المصنف: «ولمَّا كان ذو القعدة من السنة السادسة خرجَ رسُولُ الله ﷺ معتمرًا في ألفٍ، قيل: وخمسمائة، وقيل: وأربعمائة، وقيل: وثلاثمائة، وأما من زعم أنه خرجَ في سبعمائة فقد غلط.
فلما علِم المشركونَ بذلك جمعوا أحابيشهم وخرجوا من مكة صادّين له عن الاعتمار هذا العام، وقدَّموا على خيل لهم خالدَ بنَ الوليد إلى كُرَاع الغَمِيم (^١).
وخالفه ﷺ في الطريقِ فانتهى ﷺ إلى الحُدَيبِيَة، وتراسلَ هو والمشركونَ حتى جاء سُهيلُ بنُ عمرو فصالحه على: أن يرجعَ عنهم عامهم هذا، وأن يعتمرَ من العام المقبل، فأجابه ﷺ إلى ما سأل؛ لِمَا جعلَ الله ﷿ في ذلك من المصلحةِ والبركةِ. وكره ذلك جماعةٌ من الصحابةِ ﵃، منهم: عمرُ بنُ الخطاب ﵁، وراجع أبا بكر الصّدّيق في ذلك، ثم راجعَ النبي ﷺ، فكان جوابُه ﷺ كما أجابه الصّدّيق ﵁، وهو أنه عبدُ الله ورسُولُه وليس يعصيه، وهو ناصره، وقد استقصى البخاري هذا الحديث في صحيحه».
(^١) كراع الغميم: تبعد عن مكة (٦٤) كيلًا على طريق المدينة.