194

Quruxda Toosnaanta

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Baare

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Daabacaha

دار النوادر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Goobta Daabacaadda

سوريا

Noocyada

والضلال، ويعجزون عن الهجرة عنهم، ولذلك كان رسول الله ﷺ يدعو لهم. روى الشيخان عن أبي هريرة ﵁ قال: كان رسول الله ﷺ إذا قال: "سمع الله لمن حمده"، في الركعة الأخيرة من صلاة العشاء قَنَتَ: اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِيْ رَبِيْعَةَ، اللَّهُمَ أَنْجِ الْوَليْدَ بْنَ الْمُغِيْرَةِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ ابْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِيْنَ مِنَ الْمُؤْمِنِيْنَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَىْ مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْها عَلَيْهِمْ سِنِيْنَ كَسِنِيِّ يُوْسُفَ (١). فانظر كيف كان رسول الله ﷺ يدعو لهم بالنجاة بسبب إيمانهم المستلزم لكراهيتهم لأفعال المشركين وأخلاقهم وأحوالهم، مع إقامتهم فيهم، وتسويدهم معهم، فتبين بذلك أن مجرد التسويد مع القوم لا يلحق بهم في كل ما هم فيه، وأن العمدة على محبة القلب وكراهيته، فإذا انضم مع المحبة التسويد مع القوم والتشبه بهم كان ذلك آكدَ في الإلحاق، وكذلك لو انضم إلى الكراهية النفرة عن التسويد معهم، ومحبة الهجرة عنهم، والمخالفة لهم في الأفعال والأحوال، كان ذلك آكد في عدم الإلحاق. وقد روى أبو داود في "سننه" عن العُرس بن عَمير - بضم العين المهملة في الأول، وفتحها في الثاني - الكندي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: "إِذا عُمِلَتِ الْخَطِيْئةُ فِيْ الأَرْضِ كانَ مَنْ شَهِدها فَكَرِهَهَا،

(١) رواه البخاري (٤٢٨٤)، ومسلم (٦٧٥).

1 / 80