143

Quruxda Toosnaanta

حسن التنبه لما ورد في التشبه

Baare

لجنة مختصة من المحققين بإشراف نور الدين طالب

Daabacaha

دار النوادر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

Goobta Daabacaadda

سوريا

Noocyada

ولذلك قال رسول الله ﷺ: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنا" (١) الحديث الآتي.
ومن هذا القبيل محبة الظَّلَمةِ والفَسَقةِ للصالحين، وتقربهم من المباركين بعرض أموالهم عليهم، وإرسال الهدايا إليهم، وهم مُكِبُّوْنَ على ظلمهم للناس، وإسرافهم على أنفسهم، فهؤلاء لا تنفعهم محبة الصالحين، ولا تلحقه بهم.
وإن كان الثاني؛ بأن كانت مخالفته لهم لا على طريق الرغبة عن أخلاقهم، ولا على سبيل الأَنَفَةِ من أحوالهم، بل كان ذلك على سبيل العجز والتقصير عن بلوغ درجاتهم، والانحطاط عن عُلُوِّ همتهم، أو على وجه غلبة الهوى عليه، وضعفه عن مصادمته ومخالفته، فوقعت منه الزلة، وألَمَّ تلك اللمة، ولو تيسر له اللحاق بهم في وصفٍ لم يتأخر عن الاتصاف به، أو في خُلقٍ لم يتوان عن التخلق به، فهذه المخالفة والتقصير لا يُقعدانه عن اللحاق بمن يحبهم، ولا يؤخره عن الكينونة معهم، وعلى ذلك تحمل الأحاديث والآثار الواردة في ذلك.
ولا شك أن قول النبي ﷺ: "الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ" جوابا لقول القائل: يا رسول الله! المرء يحب قومًا ولما يلحق بهم (٢)؟
وفي حديث أبي ذر: ولا يستطيع أن يعمل بعملهم (٣)؟

(١) رواه الترمذي (٢٦٩٥)، عن عمرو بن العاص ﵁، وقال: إسناده ضعيف.
(٢) تقدم تخريجه.
(٣) تقدم تخريجه.

1 / 29