معه ، فوقف ، فسأل عنه فاخبر باسمها ، فقال : ها هنا محط ركابهم ، وها هنا مهراق دمائهم ، فسئل عن ذلك فقال : ثقل لآل محمد ينزلون ها هنا».
(الحائر)، أو الحير : هي الأرض المنخفظة. والحائر الحسيني : موضع قبر الحسين (عليه السلام)، وقد حار الماء حوله في عهد المتوكل العباسي سنة 236 ه. ويذكرون أنه اسم حادث سمي بالحائر ؛ لأن الماء حار على قبر الحسين (عليه السلام) عندما أراد المتوكل العباسي درس آثاره. وذكر ابن بليهد (1)، قال الأصمعي : يقال للموضع المطمئن الوسط المرتفع الحروف حائر. وجمعه : حيران وحوران ، وأكثر الناس يسمون الحائر الحير ، كما يقولون لعائشة عيشة ، والحائر قبل الحسين بن علي (رضي الله عنه). وقيل : يجمع على حيران وحوران. وهناك مواضع أسماؤها الحائر والحير والحوير ، ويسمون الحديقة حير كما يسمون النخل حير. وقال أبو القاسم : هو الحائر إلا إنه لا جمع له ؛ لأنه اسم لموضع قبر الحسين بن علي (رضي الله عنه). ذكر المسعودي (2) في خلافة المنتصر بالله ، قال : كان آل أبي طالب قبل خلافته في محنة عظيمة وخوف على دمائهم ، قد منعموا زيارة قبر الحسين والغري من أرض الكوفة ، وكذلك منع غيرهم من شيعتهم حضور هذه المشاهد ، وكان الأمر بذلك من المتوكل سنة 236. وفيها أمر (الديزج) بالمسير إلى قبر الحسين (رضي الله تعالى عنهما) وهدمه ، ومحو أرضه وإزالة أثره ، وأن يعاقب من وجد به ، فبذل لمن تقدم على هذا القبر ، فكل خشى العقوبة وأحجم ، فتناول الديزج مسحاة وهدم أعالي قبر الحسين (عليه السلام)، فحينئذ أقدم الفعلة فيه. وإنهم انتهوا إلى الحفرة وموضع اللحد فلم يروا فيه أثر رمة ولا غيرها ، ولم تزل الأمور على ما ذكرنا إلى أن استخلف المنتصر فأمن الناس ، وتقدم بالكف عن آل أبي طالب (عليهم السلام)، وترك البحث عن أخبارهم ، وأن لا يمنع أحدا زيارة الحير لقبر الحسين (رضي الله تعالى عنه)، ولا قبر غيره من آل أبي طالب ، يعني مرقد أمير المؤمنين (عليه السلام). وذكر شيخ
Bogga 155