لذا اصطحبتها جولييت إلى دورة المياه، وراحت بينيلوبي تزحف خلفهما، ثم عندما أصبح الماء معدا، واستلقت فيه الجدة، رأت بينيلوبي أنه ينبغي أن يكون الحمام من أجلهما هما الاثنتان. فجردتها جولييت من ملابسها، وهكذا اغتسلت الرضيعة والمرأة العجوز معا. ولم تبد سارة وهي عارية كامرأة عجوز بقدر ما كانت تبدو كفتاة كبيرة؛ فتاة يمكن القول بأنها تعاني من مرض غريب، أضعفها وسلبها قوتها.
تقبلت بينيلوبي وجودها دون أي إزعاج، لكنها تشبثت بصابونتها الصفراء على شكل بطة.
وفي حوض الاستحمام استطاعت سارة أخيرا أن تسأل عن إيريك، وكان ذلك بحذر.
قالت: «إنني على ثقة أنه رجل لطيف.»
قالت جولييت بتلقائية: «أحيانا.» «لقد كان طيبا مع زوجته الأولى.»
قالت جولييت مصححة: «إنها زوجته الوحيدة، حتى الآن.» «لكني على ثقة أنك سعيدة، بما أن لديك الآن هذه الطفلة؛ أعني، أنا واثقة أنك سعيدة.»
قالت وقد فاجأت أمها عندما أخذت منشفة تقطر ماء وعصرتها على رأس أمها المليء بالصابون: «سعيدة بقدر ما يسمح لي شعوري بالعيش في الخطيئة.»
قالت سارة بعد أن تفادت قطرات المياه وخبأت وجهها وهي تطلق صيحة تنم عن السعادة: «هذا ما أعنيه.» ثم أردفت قائلة: «جولييت.» «ماذا؟» «تعلمين أنني لا أقصد شيئا سيئا عندما أتفوه بأشياء كريهة عن والدك؛ فأنا أعلم أنه يحبني، لكن كل ما في الأمر أنه غير سعيد.» •••
حلمت جولييت بأنها عادت طفلة من جديد في هذا المنزل، بالرغم من أن ترتيب الغرف كان مختلفا بعض الشيء. نظرت عبر نافذة إحدى الغرف التي بدت غير مألوفة، فرأت قوسا من المياه يتلألأ في الهواء، وكانت المياه مندفعة من خرطوم الري، ووقف أبوها يروي الحديقة، جاعلا ظهره في مواجهتها. تحرك شخص ما وسط حقول التوت، وبعد وهلة اتضح بعد ذلك أنها آيرين، ولكنها كانت أكثر طفولة، وقد بدت أكثر رشاقة وليونة في حركتها وتشع مرحا. كانت تحاول تفادي المياه المتناثرة من الخرطوم، تختبئ حينا ثم تعاود الظهور حينا آخر، تنجح محاولاتها في الابتعاد، ولكن تطولها المياه ثانية للحظات قبل أن تجري مبتعدة. كان من المفترض أن تكون هذه اللعبة مرحة، إلا أن جولييت كانت تراقبها ببعض الازدراء والاشمئزاز من خلف النافذة. كان أبوها يدير ظهره لها دائما، لكنها اعتقدت أنها «رأته» على نحو ما وكأنه يصوب الخرطوم لأسفل أمام جسمه، وأنها لم تكن سوى فوهة الخرطوم التي كان يحركها للأمام والخلف.
كان الحلم يغلب عليه الرعب الكريه؛ فلم يكن ذلك الرعب الذي يترك أثره عليك من الخارج، إنما من ذلك النوع الذي يمر ويتسرب عبر كل نقطة من دمائك.
Bog aan la aqoon