قالت في صوت قلق: «ما هذا؟»
قال: «انظري بنفسك لتري ما بداخلها، إنها ليست قنبلة، ها هي أمسكي بها.»
تحسست ما في داخل الحقيبة دون أن تنظر إليها، لقد كان بها شيء طري، ثم تبينت فيما بعد أزرار السترة، والقماش الحريري المصنوع منه القميص، والحزام في السروال.
قال: «اعتقدت أنه من الأفضل أن تستعيديها، إنها ملكك، أليس كذلك؟»
أطبقت على فكيها حتى لا تصطك أسنانها بعضها ببعض؛ حيث انتاب فمها وحلقها حالة من الجفاف المخيف.
قال بصوت هادئ: «عرفت أن تلك الأشياء تخصك.»
تحرك لسانها ككتلة من الصوف، وبالكاد استطاعت أن تقول: «أين كارلا؟» «تقصدين زوجتي كارلا؟»
أصبحت ترى وجهه بوضوح أكثر الآن، واستطاعت أن تراه وهو يزهو بنفسه. «زوجتي كارلا في المنزل، نائمة في فراشها، حيث يجب أن تكون.»
كان رجلا وسيما، ولكنه ذو مظهر سخيف في نفس الوقت، وكان طويلا، ونحيفا، وقوي البنية، ولكن مع انحناءة تبدو مصطنعة. وقد بدا متكلفا في محاولاته للتهديد المشوب بالزهو، وتدلت خصلة من خصلات شعره الأسود فوق جبهته، له شارب خفيف للغاية، عينان تمتلئان بالأمل والسخرية، وله ابتسامة صبيانية، ودائما ما تكون على حافة التجهم والعبوس.
كانت دوما تكره رؤيته، وقد أخبرت ليون بمدى كرهها له، فقال لها إن الرجل لا يثق بنفسه، وإنه ودود ربما على نحو زائد عن الحد.
Bog aan la aqoon