Dagaallada Dawladda Rasuulka (Qaybta Koowaad)
حروب دولة الرسول (الجزء الأول)
Noocyada
فأصر النبي على دفعه الفدية، فتقدم آسروه من الأنصار يجاملون النبي برغبتهم في تركه دون فداء، فكان رد النبي
صلى الله عليه وسلم :
لا والله لا تذرون منه درهما واحدا.
ورغم إعلان العباس إسلامه، فقد ظل إصرار النبي على دفعه الفداء، وهو أمر يمكن فهمه في ضوء ما يحقق من أغراض؛ فهو التوازن الذي يحفظ المحتوى للدعوة، أو ما يحفظ المحتوى العشائري داخل النسق الأممي عند صاحب الدعوة، أمام أشخاص مثل «أبي حذيفة»، في مرحلة لم تزل فيها القلاقل قائمة أمام استقرار أمر الدولة الطالعة واستقامتها، ونزولا بمستوى العباس الطبقي إلى مستوى يقترب فيه مع بقية المسلمين، في ضوء زعمه الإسلام، وهم من تقاربت أوضاعهم الاقتصادية وذابت بينهم الفوارق في تلك المرحلة، بتوزيع الأنفال البدرية بينهم بالتساوي.
ولكن عندما تغيرت الأحوال بعد ذلك، بعد قيام الدولة وصلابة عودها ومنعتها، تم تعويض العباس خيرا مما أخذ منه في فداء أسره من بدر، وصدق الله وعده في الآيات، وهو ما جاء في رواية أنس:
إن النبي
صلى الله عليه وسلم
أتي بمال من البحرين، فقال: انثروه في المسجد. فكان أكثر مال أتي به رسول الله، إذ جاءه العباس فقال: يا رسول الله أعطني، فإني فاديت نفسي وفاديت عقيلا. فقال: خذ. فحثا ثوبه ثم ذهب يقله فلم يستطع، فقال: مر بعضهم برفعه إلي. قال: لا. قال: فارفعه أنت علي. قال: لا. فنثر منه، ثم احتمله على كاهله فانطلق.
37
ويتضح لنا ذلك الصراع بين الأممية والقبلية، في لحظة العودة من بدر، ومعهم الأسرى وفيهم العباس وبعض بني هاشم، فاستشار النبي أصحابه بشأنهم، والرواية هنا تبرز بوضوح موقف من بدل ولاءه تماما نحو الأممية الجديدة، وهو الموقف المتناقض مع موقف آخر لا زال يستبطن القبلية وحميتها، ثم موقف ثالث هو موقف النبي عليه الصلاة والسلام، واصطراع الأمرين داخل نفسه البشرية، فهذا «عمر بن الخطاب» يتجاوز كل ألوان الولاء القبلي بأممية صارمة صادقة، إعمالا لمبادئ الدعوة وتصديقا لها، فيقول:
Bog aan la aqoon