207

Dagaallada Dawladda Rasuulka (Qaybta Koowaad)

حروب دولة الرسول (الجزء الأول)

Noocyada

9

ونعلم أيضا أن بني النضير قد نابذوا النبي بنقض العهود والمواثيق في تلك الغزوة؛

10

مما يشير إلى أن صحيفة المعاقل كانت قد عقدت قبل غزوة النضير، وفي الزمن الواقع بين غزوة أحد وبين غزوة النضير، وهو ما يمكن الكشف عنه في قراءة البيهقي:

اجتمعت بنو النضير بالغدر، فأرسلوا إلى النبي

صلى الله عليه وسلم : اخرج إلينا في ثلاثين رجلا من أصحابك، وليخرج منا ثلاثون حبرا، حتى نلتقي بمكان المنصف، فيسمعوا منك، فإن صدقوا وآمنوا بك، آمنا بك. فلما كان الغد، غدا عليهم رسول الله

صلى الله عليه وسلم

بالكتائب فحصرهم فقال لهم: إنكم والله لا تأمنون عندي إلا بعهد تعاهدونني عليه. فأبوا أن يعطوه عهدا، فقاتلهم يومهم ذلك، ثم غدا على بني قريظة بالكتائب وترك بني النضير، ودعاهم إلى أن يعاهدوه فعاهدوه فانصرف عنهم.

11

ويفهم من الحديث هنا أن يهودا أرادت اختبار نبوة النبي بالحوار المعرفي والفقهي الديني، لكن النبي رأى أن يتعامل معهم بمنطق آخر فجرد عليهم كتائبه العسكرية، وقاتل النضير حتى نزلت على عهد مكتوب معه، ثم إن قريظة رضيت بالعهد دون قتال، ولا نعلم عهودا تمت سوى صحيفة المعاقل، وهو الأمر الذي يعضد ما ذهبنا إليه في توقيع المعاقل إبان محنة تطاول الرءوس بعد هزيمة أحد. وما يبدو لنا أن المعاقل قد تمت ضمن سلسلة الإجراءات السريعة التي حدثت لعلاج آثار أحد، لرفع روح المسلمين المعنوية، بإخضاع قبائل المدينة جميعا للسلطان النبوي، وتأمين الجبهة الداخلية، في نفس الوقت الذي قدمت فيه دولة الإسلام تنازلا تراجعيا وضح في النص: «لليهود دينهم وللمسلمين دينهم.»

Bog aan la aqoon