Xorriyadda Aadanaha iyo Cilmiga: Dhibaato Falsafadeed
الحرية الإنسانية والعلم: مشكلة فلسفية
Noocyada
وفي هذه النظرة الجديدة، لم يعد الإدراك الحسي أو الذاكرة وما يشبه ذلك يحال إلى نمط التعلم، بل أصبح يتطور على أنه أمثلة لحل مشكلات، والكائنات البشرية بهذا تفكر ولها حياة عقلية.
31
والذي يهمنا أن جميع اتجاهات علم النفس المعرفي، تلتقي عند شيء أساسي هو: الحرية الإنسانية، «فهي جميعا تتفق - ضمنا على أقل تقدير - على أن الناس يختارون الكثير مما يعرفونه، وهذه الاختيارات تتم بطرق شتى خلال الانتباه الانتقائي، أو تطبيق الإستراتيجية المعرفية أو اكتساب المهارات المعرفية»،
32
إن الإدراك الحسي والتخيل كغيرهما من الأنشطة النفسية الأخرى، تتضمن جميعها الاختيار، فهناك بوجه عام من الأشياء أكثر مما نستطيع أن نشاهد، وأكثر مما نستطيع أن نستمع إليه،
33
ولكننا لا نشاهد كل وقائع البصر ولا نسمع كل وقائع الصوت، بل ثمة انتقاء قوي يجعل وقائع معينة دون غيرها تدخل في حيز الإدراك، وليس من الضروري أن تكون هي الأقوى في إثارتها للأعصاب الحسية، بل الضروري أن تكون هي الوقائع التي توجهت نحوها الحرية والاختيار والجهد الانتقائي، المثال الشهير في الأم التي راحت في نوم عميق، حتى إن جلبة ضوضاء خارج نافذتها لن توقظها، مع هذا فأقل همسة أو بادرة بكاء من طفلها الرضيع كفيلة بأن تجعلها تهب من نومها، والنفسانيون المعرفيون يطلقون على الاختيار الإدراكي الحسي الذي أشبعوه دراسة - اسم الانتباه الانتقائي
Selective attention ، اللغة أيضا تخضع لهذا الاختيار الانتقائي، «فنحن نحدث بعضنا بعضا بالحقيقة وبالأكاذيب أو بلا شيء ، إن ثمة اختيارا للكلام، كما أن هناك اختيارا للإدراك الحسي، ونحن لا نستطيع أن نتجنب تلك الاختيارات، مثلما لا نستطيع أن نتجنب اللغة نفسها لأننا بشر».
34
هكذا يقوم علم النفس المعرفي على أن الإدراك والتخيل واللغة، وغيرها من الأنشطة النفسية تقوم أساسا على حرية، على نوع من الاختيار الذي لا نستطيع تجنبه لأننا بشر، فلم يعد البشر في نظر علم النفس المعاصر «لعبة في يد الغريزة العمياء كما أنهم ليسوا عبيدا للتدعيم المتكرر، فالناس يستطيعون أن يروا أو يتعلموا ويفهموا، هذا ما نعرفه دائما عن أنفسنا، يبدو أنه ما من نظرة أخرى لعلم النفس قد أضفت طابع الشرعية على هذه المعرفة أو حاولت تعميقها»،
Bog aan la aqoon