وعلى الوالدين تربية أولادهما تربية إسلامية صحيحة ، لأن قلب الطفل كالأرض الخالية فليبادر الوالدان بزراعة القيم والأخلاق ، والتقوى في هذه الأرض الخصبة ، قبل أن يزرع غيرهما الإنحرافات الفكرية والسلوكية فيندمان بعد فوات الأوان
ولا بد من مراعاة ظوابط التربية على ضوء مر احلها ففي السبع السنوات الأولى التي تعتبر ( المرحلة الأولى ) لا بد من التعامل مع الطفل تعاملا حسنا يلبي رغباته في حدود المعقول ، وفي السبع الأخرى ( المرحلة الثانية ) ينتقل الطفل إلى مرحلة الفهم والإدراك ، وفي هذه المرحلة لا بد أن يخضع لمنهج تربوي دقيق بمعنى ضرورة مراقبته في المنزل وفي الشارع وفي القرية ، مع معرفة أصدقائه ، ويعلم الصلاة
والتدرب عليها .
وفي السبع الثالثة : ( المرحلة الثالثة ) يدخل الطفل سن المراهقة ، وهنا يختلف الأمر إختلافا كاملا عن المرحلتين السابقتين ، فهذه المرحلة هي مرحلة المراهقة يتنقل الأبناء فيها من مرحلة الأبناء إلى مرحلة الشباب وهي مرحلة حساسة ودقيقة حيث يتطلع الأبناء فيها إلى الإستقلال ، وتجاوز القيود التي كان يفرضها عليهم الوالدان ، وهنا يلزم الوالدان الإستجابة لرغبتهم في حدود المعقول ، وإشراكهم في إدارة شؤون البيت لأنهما إذا تعاملا معهما بخلاف ذلك دفعا بهم إلى التمرد ، والخروج من دائرة الطاعة وهذه النقطة إذا لم يتم فهمها فإنها ستسبب كثيرا من الإشكالات والخلافات بين الآباء والأبناء.
ولا بد في الأخير أن يحتفظ الوالدان بالكلمة الحاسمة في حياة أولادهما مع الأخذ بعين الإعتبار طموحات أولادهما ورغباتهم المعقولة ، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذه المراحل الثلاث بقوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( الولد سيد سبع سنين ، وخادم سبع سنين ، ووزير سبع سنين ) (1) .
Bogga 68