{ وقل لهما قولا كريما } ، إن ضرباك فقل لهما غفر الله لكما ، فذلك منك قول كريم ، قال : { واخفض لهما جناح الذل من الرحمة } ، قال : لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة ، ولا ترفع صوتك فوق صوتهما ، ولا يدك فوق أيديهما ، ولا تقدم قدامهما ) .
العقوق ومساوئه :
وهنالك الكثير من الآيات والأحاديث المحذرة من عقوق الوالدين كما إن العقل يستنكر الإساءة إلى المحسن فما بالك بالوالدين اللذين عظم جميلهما وكثر إحسانهما ، إضافة إلى ماورد في حقهما من التعظيم
والتحذير من العقوق وجعله من الكبائر .
وللعقوق مساوئ خطيرة ، وآثار سيئة تحذر العاق وتتوعده بالشقاء الدنيوي والأخروي ، ومنها :
1 أن العاق لوالديه يلقى نفس العقوق من ولده لقد حكي أن الأصمعي قال : حدثني رجل من الأعراب قال : خرجت من الحي أطلب أعق الناس ، وأبر الناس ، كنت أطوف بالأحياء حتى انتهيت إلى شيخ في عنقه حبل يستقي بدلو ولا تطيقه الإبل في الهاجرة والحر الشديد ، وخلفه شاب في يده رشاء قد تلوى يضربه به ، قد شق ظهره بذلك الحبل .
فقلت له : أما تتقي الله في هذا الشيخ الضعيف ، أما يكفيه ماهو فيه من هذا الحبل حتى تضربه ؟
قال الشاب : إنه مع هذا أبي ، قلت : فلا جزاك الله خيرا ، قال : اسكت فهكذا كان يصنع هو بأبيه ، وهكذا كان يصنع أبوه بجده ، فقلت هذا والله أعق الناس .
قال : ثم جلت أيضا حتى انتهيت إلى شاب في عنقه زنبيل فيه شيخ هرم كأنه فرخ ، فيضعه بين يديه في كل ساعة ، فيزقه كما يزق الفرخ .
فقلت له : ما هذا ؟ فقال أبي ؟ وقد خرف ، فأنا أكفله ، قلت : وهذا أبر العرب فرجعت فقد رأيت أعقهم وأبرهم .
2 يشعر العاق بالقلق ، وعدم الإرتياح ، ويسوده الضيق والضنك المستمرين .
3 ينال العاق العذاب الأكبر يوم القيامة وفي النار يكون الجزاء الأوفى
البر في الحياة وبعد الممات :
Bogga 65