إن الإسلام لا ينظر إلى العنوانات واللافتات والشعارات التي تحملها هذه المجتمعات على إختلافها .. إنها كلها تلتقي في حقيقة واحدة .. وهي أن الحياة فيها لا تقوم على العبودية الكاملة لله وحده .
وهي من ثم تلتقي مع سائر المجتمعات الأخرى في صفة واحدة .. صفة [ الجاهلية ] ) (1) .
والخلاصة :
إن الشرك أنواع عديدة يمكن حصرها في قسمين رئيسيين :
1 الشرك النظري : ويتمثل في الإعتقاد بتعدد ذات واجب الوجود أو تعدد الخالق أو نحو ذلك .
ويعتبر من أسوأ أنواع الشرك قال تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا } [ النساء : 116] .
2 الشرك العملي : ويتمثل في تحويل العبادة أو الخضوع لغير الله تعالى أو إلتماس التشريع من غيره .
وللشرك آثارة السيئة والخطيرة على الكون والإنسان وهو من أشر أنواع الظلم لأنه يساوي بين الخالق والمخلوق وعبادة من يستحق العبادة مع من لا يستحقها ، وقد اعترف بذلك المشركون في قولهم : { تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين } [ الشعراء : 9798] ، وقد حذر لقمان ابنه إذا قال الله حاكيا عنه : { وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم } [ لقمان : 13] .
إعترافات متأخرة بصحة عقائد العدلية :
ومن المعروف إن جنود إبليس اعترفوا بضلالهم وسجلوا اعترافهم بالخطأ في جميع عقائدهم المنحرفة .
ولكن اعترافهم في ذلك اليوم لا ينفعهم لأنهم في دار جزاء وكان الأحرى بهم أن يستعملوا عقولهم التي وهبها الله لهم ويخضعوا لما أتى به الرسل في الحياة العملية الحياة الدنيا .
Bogga 59