وتدخل فيه المجتمعات الوثنية وهي ماتزال قائمة في الهند واليابان والفليبين وأفريقية تدخل فيه أولا : بتصورها الإعتقادي القائم على تأليه غير الله معه أو من دونه وتدخل فيه ثانيا : بتقديم الشعائر التعبدية لشتى الآلهة والمعبودات التي تعتقد بألوهيتها .. كذلك تدخل فيه بإقامة أنظمة وشرائع ، المرجع فيها لغير الله وشريعته . سواء استمدت هذه الأنظمة والشرائع من المعابد والكهنة والسدنة والسحرة والشيوخ ، أو استمدتها من هيئات مدنية ( علمانية ) تملك سلطة التشريع دون الرجوع إلى شريعة الله .. أي أن لها الحاكمية العليا بإسم ( الشعب ) أو بإسم ( الحزب ) أو بإسم كائن من كان .. ذلك أن الحاكمية العليا لا تكون إلا لله سبحانه ، ولا تزاول إلا بالطريقة التي بلغها عنه رسله ، وتدخل فيه المجتمعات اليهودية والنصرانية في أرجاء الأرض جميعا .. تدخل فيه المجتمعات أولا : بتصورها الإعتقادي المحرف ، الذي لا يفرد الله سبحانه بالألوهية بل يجعل له شركاء في صورة من صور الشرك ، سواء بالبنوة أو بالتثليث ، أو بتصور الله سبحانه على غير حقيقته ، وتصور علاقة خلقه به على غير حقيقتها : { وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون } [ التوبة : 30] ، { لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم } [ المائدة : 73] ، { اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء } [ المائدة : 64] ، { وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق } .. [ المائدة : 18] .
وتدخل فيه كذلك بشعائرها التعبدية ومراسمها وطقوسها المنبثقة من التصورات الإعتقادية المنحرفة الضالة .. ثم تدخل فيه بأنظمتها وشرائعها ، وهي كلها لا تقوم على العبودية لله وحده بالإقرار له وحده بحق الحاكمية ، واستمداد السلطان من شرعه ، بل تقيم هيئات من البشر ،
لها حق الحاكمية العليا التي لا تكون إلا لله سبحانه ..
Bogga 56