( إنما تقبل الصلاة ممن تواضع بها لعظمتي ، لم يستطل على خلقي ولم يبت مصرا على معصيتي ، وقطع النهار في ذكري ، ورحم المسكين ، وابن السبيل ، والأرملة ، ورحم المصاب ، ذلك نوره كنور الشمس أكلؤه يعزني وأستحفظه بملائكتي ، أجعل له في الظلمة نورا ، وفي الجهالة حلما ، ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة )(1) .
وثالثها الزكاة ، فهي ليست ضريبة تؤخذ من الحبوب ، بل هي غرس لمشاعر الحنان والرأفة ، وتوطيد لعلاقة الألفة والمحبة قال تعالى :
{ خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } [ التوبة : 103] ،
وقال تعالى : { قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى } [ البقرة : 263] .
لأن الصدقة تطهر النفس ، وتسمو بالمجتمع ، ولذا نجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم توسع في دلالة كلمة الصدقة ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : ( تبسمك في وجه أخيك صدقة ، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة ، وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك صدقة ، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة )(2) .
ورابعها الصوم ، ليس الغرض منه الجوع والعطش ، بل الهدف منه تهذيب النفس وحرمانها من الشهوات المحظورة ، وتنمية الإرادة الصادقة { ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } [ البقرة : 183 ] ، وهنا وضح بأن الصوم يولد التقوى ، ويعين عليها ، فجاء في الحديث : ( ليس الصيام من الأكل والشرب ، إنما الصيام من اللغو والرفث ، فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل : إني صائم ) .
Bogga 5