ومن المعروف أن وجود الله تعالى من البديهيات التي يدركها الإنسان بفطرته ، ويهتدي إليها بطبيعته : { أفي الله شك فاطر السماوات والأرض } [ إبراهيم : 10] ، وفي زمن الجاهلية الجهلاء لم يوجد إنكار لوجوده ، إنما وجد الخطأ في الإشراك به { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار } [ الزمر : 3] ، وفي أهل الكتاب يقول جل شأنه : { قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون } [ آل عمران : 64] .
وإذا إستقرأنا ما توهمه الناس شريكا لله في ألوهيته لم نجد أحدا من هؤلاء الشركاء المزعومين ترشحه حالته ليكون في هذا الوجود أهلا لذلك .
لقد عبد القدماء أحجارا اقتطعوها من سطح الأرض فهل يصح في خلد عاقل أن حجرا في الأرض بل الأرض كلها تصلح لأن تكون إلها ؟
وعبدوا صنفا من الحيوان وقدسوا نسله كما يفعل الهندوس في الهند
فهل هناك عجل مهما كان حجمة يصلح لمنصب الألوهية ؟
وقد أدعى بعض الناس الألوهية لنفسه . كفرعون حاكم مصر وكالنمرود مع إبراهيم ولكن اتضح عجزهم ولم يدفعوا الضر عن أنفسهم فضلا عن دفعة من الآخرين .
Bogga 23