62

Halkan Qur'aanka

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Noocyada

هذه الكلمة التي وردت في الآية ، إنما هي تعبير عن الحسرة ، إنه سؤال عن الشفعاء ، واستفهام هل يمكن أن يشفعوا ،

لكن الجواب هو الصمت والعدم ، هو الخسرة والندم ، هو الفراغ الأصم الأبكم ، فأين الشفعاء ، الذين ظنوهم في الأرض لله شركاء ،

لا أحد هنا يجيب ، بل لا يرى ، وهنا يلتفت الغافلون ، الناسون للكتاب المبين ، فلا يجدون شيئا ، ولا أحدا من الشفعاء الموهومين ،

ولما لا يلوح لهم أمل في الموقف المهين ، يلجئون إلى الأمنيات المستحيلة ، التي لا تتحقق أبدا هذه الأمنيات هي قولهم (أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل)

إن هذه الأمنية التي تطلب الرجوع إلى الدنيا ، للعمل تؤكد لنا ، أن الفلاح في يوم الدين ، لا يتم إلا بالعمل في الدنيا ، وأن الفوز والنجاة

لا تمهد إلا بالتقوى في الدنيا ، فلا ينفع شفيع يوم الحساب ، بل لا يظهر له أثر ولا جواب ، وكيف يستطيع أحد مهما نال من المكانة أن يشارك الله في حكمه ،

لقد أعطى الله العباد الفرصة في الدنيا وعمرهم عمرا يتذكرون فيه ويقدمون لأنفسهم ، ولقد جائهم بكتاب فصله على علم هدى ورحمة لهم ، ليؤمنوا بأنهم ملاقوا ربهم

فلماذا نسوه واتبعوا أمانيهم ، إنها الأماني التي خدعوا بها أنفسهم في الدنيا بالشفاعة والشافع ، وها هم لا يجدون أحدا نافع أو دافع

ولهذا فإنهم يلجئون إلى الأماني من جديد ، ويتمنون أن كل واحد منهم إلى الدنيا مردود ، ليعمل عملا ينفعه في هذا الموقف المشهود

لكن الأماني تتبخر وتذهب سدا ، وتصبح كل افتراءاتهم هباء منبثا وأفئدتهم وهواء ، ولهذا فإن الله يختم الآية بإعلان ، يقطع الأمل

Bog aan la aqoon