142

Halkan Qur'aanka

هنا القرآن - بحوث للعلامة اسماعيل الكبسي

Noocyada

لقد ضرب الله لنا مثلا في سورة يس بالرجل الذي مات في سبيل الله وآثر الحياة الأخرى على دنياه، فكان من المكرمين عند الله.

فهل تريدون مثالا آخر ينجو فيه الحامل للرسالة من الموت ومن مكر الطغاة ويفوز برضاء الله؟

هل تريدون أن تبقوا للدنيا ولا تكونوا معرضين للأذى؟

ها هو المثال الثاني يأتي وبه يحتذى:

قد تقولون لي هو هذا الفتى الذي حمل الرسالة بدون أن يؤذي، إنه رجل من أعماق الطغيان أطل، ومن ظلمات الضلال استهل، ومن صور الشرك بالله جاهد الشرك واستبسل.

إن سألتم عن هذا الفتى فالجواب حاضر، فاقرأوا سورة غافر فالرجل هناك لكل متدبر للقرآن واضح ظاهر، إنه الشخصية التي استأثرت بالسورة، فلقد رسم الله له فيها أجمل وأسمى صورة، ليكون لمن بعده أسوة وقدوة مشهورة، وليكون آية للناس على أن جنود الله هي المنصورة.

لعلكم قد عرفتم من أريد، ومن هو الفتى الذي نقصد.

إنه مؤمن آل فرعون، والرجل الذي لم يخش المنون، أتدرون كيف برز للميدان؟

لقد برز في خضم الوعيد، وتحت بريق التهديد، بالقتل والتبديد، فبينما فرعون يقول مستكبرا متوعدا رسول الهدى:

(ذروني أقتل موسى وليدع ربه إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد) [غافر:26]

Bog aan la aqoon