غنيت عَنْهَا وَإِن قطع بِي دونه خسرتها ولأصطناع رجل أحب إِلَيّ من أكتساب ضَيْعَة فَقَالَ لَهُ الهوارى فأصطنعني بهَا تَجِد أكْرم مصطنع فَأمر بأبتياعها فَأَشَارَ بعض من حضر إِلَى أَن الأستعداد بِالْمَالِ أعون على دَرك الآمال فَأَطْرَقَ عَنهُ ثمَّ قَالَ
(الْبَذْل لَا الْجمع فطْرَة الْكَرم ... فَلَا ترد بِي مالم ترد شيمي)
(مَا أَنا من ضَيْعَة وَإِن نعمت ... حسبي أصطناع الْأَحْرَار بِالنعَم)
(ملك الورى والعباد قاطبة ... لاملك بعض الضّيَاع من هممي)
(تفيض كفى فِي السّلم بَحر ندى ... وَفِي سِجَال الحروب بَحر دم)
(تزل عَن راحتي البدور وَمَا ... تمسك غير الحسام والقلم)
لم أجد لهَذَا الْملك الأمجد مَعَ نشدان ضَالَّة كَلَامه غير هَذَا المنشد وَإِن كَانَ قَلِيلا فَكفى دَلِيلا على سرف الحباء وَشرف الحوباء حَتَّى كَأَن أعشى هَمدَان سمع بِطُولِهِ فأعتمده بقوله
(رَأَيْتُك أمس خير بني لؤَي ... وَأَنت الْيَوْم خير مِنْك أمس)
(وَأَنت غَدا تزيد الْخَيْر ضعفا ... كَذَاك تزيد سادة عبد شمس)
١٠ - ابْنه الحكم بن هِشَام الْمَعْرُوف بالربضى أَبُو العاصى
ولي بعد أَبِيه يَوْم الْجُمُعَة لأَرْبَع عشرَة خلت من صفر سنة ثَمَانِينَ وَمِائَة وَكَانَ شجاعًا باسلًا أديبًا مفتنًا خَطِيبًا مفوهًا وشاعرًا مجودًا تحذر صولاته وتستندر أبياته
1 / 43