289

Hulal Sundusiyya

الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)

Noocyada

التقسيمات الجغرافية

(1) القشتالتان وليون

لم تكن أسبانية في الماضي مملكة واحدة كما هي الآن، بل كانت أقساما شتى، وممالك مستقلة بعضها عن بعض. وبعد أن غلب الغرب على جميعها، ولم يبق موضع قدم منها لم يستولوا عليه، بقيت صخرة لاذ بها ملك يقال له «بلاي» دخل في كهف منها بثلاثمائة رجل، فلم يزل العرب يقاتلونه حتى مات أصحابه جوعا، وترامت طائفة منهم إلى الطاعة، فلم يزالوا ينقصون حتى بقي في ثلاثين رجلا، معهم عشر نسوة أصروا على الامتناع في ذلك الكهف، الذي كان يصعب الوصول إليه، وجعلوا يقتاتون من العسل الذي كان النحل يمجه في خروق الصخرة، فاستخف بهم المسلمون وتركوهم وقالوا ما في رواية «أخبار مجموعة: ثلاثون علجا ما عسى أن يكون أمرهم!؟ فهؤلاء بعد رجوع المسلمين عنهم عادوا فخرجوا من الصخرة غير خاضعين، واعصوصب حولهم كل من نزع به في تلك الأرض عرق الأنفة عن الخضوع للأجنبي، ورأس بلاي هذا تلك العصابة التي لم تزل تنمو وتغلظ، حتى صارت إمارة حقيقية، ثم مملكة يحسب حسابها. ثم تكونت منها سلطنة قشتلة التي هي أول حكومة أسبانيولية استقلت عن الغرب بعد أن دانت لهم جميع الجزيرة الأيبيرية.

ثم لما بدأ العرب يتراجعون إلى الجنوب، بسبب الفتن التي كانت تقع بينهم وبين البربر، وتقع فيما بينهم بعضهم مع بعض، جعلت قشتالة تسترد شيئا فشيئا من البلدان التي كان المسلمون قد استعمروها، وصار المسلمون يجلون عن الشمال إلى الجنوب، فلذلك انقسمت قشتالة إلى ما يقال له «قشتالة القديمة» و«قشتالة الجديدة» وجميع قشتالة

Royaume de deux Castilles

واقعة بين جبال «استورياس»

Asturies

و«بسقاية»

Biscaye

من الشمال، ومملكتي «أراغون» و«بلنسية» من الشرق، ومملكة «مرسية» بالأندلس من الجنوب، و«الأسترامادور» و«ليون» من الغرب. فأما «قشتالة القديمة»

Bog aan la aqoon