Hulal Sundusiyya
الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)
Noocyada
والقسم الثالث مذاهب الفاطمي، وهي على ثلاثة أقسام: أحدها ما قد اختلف فيه الأئمة مثل القنوت في الفجر، والجهر بالبسملة، والوتر بركعة، وما أشبه ذلك. والثاني الرجوع إلى ما كان عليه السلف، مثل الإقامة مثنى التي ردها بنو أمية إلى واحدة، ومثل لبس البياض الذي رده بنو العباس إلى السواد، والثالث ما تفرد به مما لا يخالف الأئمة، وإن لم يعرف له قدمة، مثل الحيملة في الآذان، وجعل أول الشهر يوما يرى فيه الهلال، وصلاة الكسوف بخمس ركعات وسجدتين في كل ركعة وهذه مذاهب الشيعة، ولهم تصانيف يدرسونها.
ونظرت في كتاب «الدعائم» فإذا هم يوافقون المعتزلة في أكثر الأصول ويقولون بمذهب الإسماعيلية. ولهم فيه سر لا يعلمونه ولا يأخذونه على كل أحد، إلا من وثقوا به، بعد أن يحلفوه ويعاهدوه. وإنما سموا باطنية لأنهم يصرفون ظاهر القرآن إلى بواطن، وتفاسير غريبة، ومعان دقيقة. وهذه الأصول مذاهب الإدريسية وغلبتهم بكورة السوس الأقصى، وهي قريبة من مذاهب القرامطة.
وأهل المغرب والمشرق في مذاهب الفاطمي على ثلاثة أقسام : منهم من أقر بها واعتقدها. ومنهم من كفر بها وأنكرها. ومنهم من جعلها في اختلاف الأمة. وأكثر أهل أصقلية حنفيون. وقرأت في كتاب صنفه بعض مشايخ الكرامية بنيسابور أن بالمغرب سبعمائة خانقاه لهم، فقلت لا والله ولا واحدة!
وأما القراءات في جميع الإقليم فقراءة نافع حسب الرسوم، لا يشهد في هذه الأقاليم الستة إلا معدل، وحضرنا يوما
686
ملاكا فأمرني أبو الطيب حمدان أن أكتب شهادتي، فهنيت بذلك، ولا يأخذون الميت إلا من الرأس أو الرجلين، ويصلون كل ترويحة ويجلسون، ولا يسلخون الأغنام إذا شووها، ويدخلون الحمامات بلا مآزر إلا القليل، وبالمغرب رسومهم مصرية، إلا أنهم قل ما يتطلسون وكثيرا ما يجعلون الرداء بطاقين ثم يطرحونه على ظهورهم مثل العباة، أصحاب قلانس مصبغة، والبربر ببرانس سود، وأهل الرساتيق بأكسية، والسوقة بمناديل، والتجار يركبون أحمرة مصرية وبغالا، وكل مصاحفهم ودفاترهم مكتوبة في رقوق، وأهل الأندلس أحذق الناس في الوراقة، خطوطهم مدورة، وبه تجارات تحمل من برقة ثياب الصوف والأكسية، ومن أصقلية الثياب المقصورة الجيدة، ومن أفريقية الزيت والفستق، والزعفران، واللوز، والبرقوق، والمزاود، والأنطاع والقرب، ومن فاس التمور، وجميع ما ذكرنا، ومن الأندلس بز كثير، وخصائص وعجائب، ومن خصائص الإقليم المرجان، يخرج من جزيرة في البحر اسم مدينتها مرسى الخرز، يدخل إليها في طريق دقيق كالمهدية، من بحرها يرتفع القرن، وهو المرجان، لا معدن له غيرها. وهي جبال في البحر، يخرجون إلى جمعه في قوارب، ومعهم صلبان من خشب قد لفوا عليها شيئا من الكتان المحلول، وربطوا في كل صليب حبلين، يأخذهما رجلان، فيرميان بالصليب. ويدير النواتي القارب، فيتعلق بالقرن ثم يجذبونه، فمنهم من يخرج عشرة آلاف إلى عشرة دراهم. ثم يجلى في أسواق لهم، ويباع جزافا رخيصا، ولا إشراق له قبل جليه ولا لون. وبتطيلة سمور كثير.
687
وبالأندلس السفن
688
الذي يتخذ منه مقابض السيوف. ويقع إليهم من البحر المحيط عنبر كثير في وقت من السنة، ويرتفع من أصقلية نوشاذر كثير أبيض. وسمعت أنه قد انقطع معدنه، واستغنى عنه أهل مصر بدخان الحمامات .
Bog aan la aqoon