191

Hulal Sundusiyya

الحلل السندسية في الأخبار والآثار الأندلسية (الجزء الأول)

Noocyada

زادت طليطلة على ما حدثوا

بلد عليه نضرة ونسيم

الله زينه فوشح خضره

نهر المجرة والغصون نجوم

ولا حرج إن أوردنا هنا ما خاطب به أديب الأندلس أبو بحر صفوان بن إدريس الأمير عبد الرحمن ابن السلطان يوسف بن عبد المؤمن بن علي، فإنه مناسب ونصه:

مولاي أمتع الله ببقائك الزمان وأبناءه، كما ضم على حبك أحناءهم وأحناءه ، وأوصل لك ما شئت من المن والأمان، كما نظم قلائد فخرك على لبة الدهر نظم الجمان، فإنك الملك الهمام، والقمر التمام، أيامك غرر وحجول، وفرند بهائها في صفحات الدهر يجول، ألبست الرعية برود التأمين، فتناسقت فيك من نفيس ثمين، وتلقت دعوات خلدك لها باليمين، فكم للناس من أمن بك وإيناس، وللأيام من لوعة فيك وهيام وللأقطار من لبانات لديك وأوطار، وللبلاد من قراع على تملكك لها وجلاد!! يتمنون شخصك الكريم على الله ويقترحون، ويغتبقون في رياض ذكرك العاطر بمدام حبك ويصطحبون، كل حزب بما لديهم فرحون، محبة من الله ألقاها لك، حتى على الجماد، ونصرا مؤزرا تنطق به ألسنة السيوف على أفواه الأغماد، ومن أسر سريرة ألبسه الله رداءها، ومن طوى حسن نية ختم الله له بالجميل إعادتها وإبداءها، ومن قدم صالحا فلا بد من أن يوازيه، ومن يفعل الخير لا يعدم جوازيه ولما تخاصمت فيك من الأندلس الأمصار، وطال بها الوقوف على حبك والاقتصار، كلها يفصح قولا، ويقول أنا أحق وأولى، ويصيخ إلى إجابة دعوته ويصغي، ويتلو إذا بشر بك: ذلك ما كنا نبغي. تنمرت حمص غيظا، وكادت تفيض فيضا وقالت: ما لهم يزيدون وينقصون، ويطمعون ويحرصون؟ إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون! ألهم السهم الأسد، والساعد الأشد، والنهر الذي يتعاقب عليه الجزر والمد؟ أنا مصر الأندلس والنيل نهري، وسمائي التأنس والنجوم زهري، إن تجاريتم في ذلك الشرف،

612

فحسبي أن أفيض في ذلك الشرف، وإن تبجحتم بأشرف اللبوس، فأي إزار اشتملتموه «كشنتبوس»؟

613

إلى ما شئت من أبنية رحاب، وروضى يستغنى بنضرته عن السحاب، وقد ملأت زهراتي وهادا ونجادا، وتوشح سيف نهري بحدائقي نجادا، فأنا أولاكم بسيدنا الهمام وأحق، الآن حصحص الحق!

Bog aan la aqoon