البشر خياطة الملابس ، وكان ذلك من معاجزه عليه السلام ، واول من استخرج الحكمة وعلم النجوم ، فان الله عز وجل افهمه سر الفلك وتركيبه. ونقط اجتماع الكواكب فيه ، وافهمه عدد السنين والحساب ، وكان عليه السلام رجلا طويلا ، ضخم البطن ، عظيم الصدر ، قليل الصوت ، رقيق المنطق ، قريب الخطى اذا مشى.
وكان كثير التصديق في امور الدين وذكره القرآن الكريم « انه كان صديقا » كان صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله تعالى.
ومن الصفات التي انفرد بها عن باقي الانبياء انه قبض الله روحه بين السماء الرابعة والخامسة ، وذلك في قوله تعالى : ( ورفعناه مكانا عليا ) كما سيأتي ذلك.
مولد النبي ادريس عليه السلام :
اختلف الحكماء في مولده ومنشأه وعمن اخذ العلم قبل النبوة. قال البعض : ولد النبي ادريس بمصر وسموه « هرمس الهرامة » ومولده بمنف وقالوا : ان معلمه اسمه « اغثا ذيمون المصري » وانه احد الانبياء اليونايين والمصريين.
وقالت فرقة اخرى : ان ادريس ولد ببابل ونشأ بها ، وانه اخذ في اول عمره بعلم شيث بن آدم وهو جد جد ابيه لان ادريس : ابن يارد ، بن مهلائيل ، بن قينان ، بن انونس ، بن شيث ، « وقال الشهرستاني : ان معلمه اغثا ذيمون هو النبي شيث ».
ولما كبر ادريس آتاه الله النبوة ، فدعى بني آدم الى الايمان وعبادة الله والعمل بشريعة آدم وشيث عليهم السلام ، فاطاعه القليل منهم وخالفه جلهم.
Bogga 56