فقال العابد : دعهم في غمرتهم ومعصيتهم ، حتى يعذبهم الله تعالى ، فقال يونس عليه السلام : بل نلقي روبيل فنشاوره فانه رجل عالم حكيم من اهل بيت النبوة.
فانطلقا الى روبيل ، فأخبره يونس عليه السلام بما اوحى الله اليه من نزول العذاب على قومه .. ، فقال له روبيل :
ارجع الى ربك رجعة نبي حكيم وسله ان يصرف عنهم العذاب فانه غني عن عذابهم ، وهو يحب الرفق بعباده ، ولعل قومك بعدما سمعت ورايت من كفرهم وجحودهم يؤمنون يوما فصابرهم وتأنهم.
اعترض الرجل العابد على الرجل العالم ودار نقاش شديد بينهما ، العابد يصر على نزول العذاب ، والعالم يصر على رفع العذاب ، بعد ذلك قال العالم للعابد : اسكت فانك رجل عابد لا علم لك.
ثم قال روبيل للنبي يونس عليه السلام : ارجع الى الله واسأله ان يصرف عنهم العذاب ، ولعلهم اذا احسوا بنزول العذاب يتوبوا الى الله ، فيرحمهم فانه ارحم الراحمين ، ويكشف عنهم العذاب من بعدما اخبرتهم عن الله انه ينزل عليهم العذاب يوم كذا وكذا ... فاعترض تنوخا العابد مرة اخرى على روبيل العالم ...
فابى يونس عليه السلام ان يقبل وصية العالم ، فانطلق ومعه تنوخا العابد وخرجا من القرية ، وبقي الرجل العالم في القرية مع قومه ولم يخرج معهم.
لما حان موعد نزول العذاب في شوال ، صاح روبيل العالم باعلى صوته الى القوم وقال : انا روبيل شفيق عليكم رحيم بكم وهذا شوال قد دخل عليكم ، وقد اخبركم يونس نبيكم ورسولكم ان الله اوحى اليه ان العذاب ينزل عليكم في وسط شهر شوال بعد طلوع الشمس ، ولن يخلف الله وعده ورسوله فانظروا ما انتم صانعون.
فافزعهم كلامه ووقع في قلوبهم الخوف والرعب فاتوا نحو روبيل وقالوا
Bogga 305