وهو ابن مائة وعشرين سنة. (1)
وروي ان يوسف عليه السلام لما مات دفنوه في النيل في صندوق من رخام ، وذلك انه لما مات تشاجر الناس عليه ، كل يقول يجب ان يدفن في محلته ، لما كانوا يرجون بركته ، وبعد ذلك هموا ان يدفنوه في النيل فيمر الماء عليه ثم يصل الى جميع اراضي مصر ، فيكون كلهم فيه شركاء وفي بركته سواء ، فكان قبره في النيل.
وكان قد اوصى يوسف علمائه لما حضرته الوفاة ان ينقلوا عظامه معهم اذا خرجوا مع موسى عليه السلام من مصر الى فلسطين. فلما اراد موسى الخروج من مصر مع علمائه سأل عن قبر يوسف ، قالوا له ان عجوز من بني اسرائيل تعلم قبره ، فبعث اليها موسى فاتته فقال : دليني على قبر يوسف ، فقالت : لا اخبرك حتى تعطيني اربع خصال ، تطلق رجلي ، وتعيد الي بصري ، وشبابي ، وتجعلني معك في الجنة ، فكبر ذلك على موسى فأوحى الله تعالى اليه ان اعطها ما سألت ، ففعل ، فانطلقت بهم الى موضع عين في مستنقع ماء فاستخرجوه من شاطئ النيل في صندوق من مرمر ، فلما حملوا التابوت ، طلع القمر واضاء الطريق مثل النهار فاهتدوا به وحملوه (2) معهم ودفنوه مع آباءه في فلسطين.
واما يعقوب عليه السلام روي انه عاش مائة وسبعا واربعين سنة ، ودخل مصر على يوسف وهو ابن مائة وثلاثين سنة ، وكان عند يوسف بمصر سبعة عشر سنة ، وقيل : اربعا وعشرين سنة ثم توفي بمصر ، ونقل جسده الى بيت المقدس في تابوت من ساج.
Bogga 168