« حمئة : تعني في الاصل الطين الاسود ذا الرائحة الكريهة ، او الماء الاسن الموجود في المستنقعات ، وهذا الوصف يبين لنا بان الارض التي بلغها ذو القرنين ، كانت مليئة بالمستنقعات ، بشكل كان ذو القرنين يشعر معه بان الشمس كانت تغرب في هذه المستنقعات ، تماما كما يشعر بذلك ما بحر البحر ، وسكان السواحل الذين يشعرون بان الشمس غابت في البحر او خرجت منه ».
( ووجد عندها قوما ) (1): هؤلاء القوم هم الذين خاطب الله ذا القرنين في شأنهم وقال :
( قلنا يا ذا القرنين إما ان تعذب وإما ان تتخذ فيهم حسنا ) (2) اي اما ان تعذب هؤلاء القوم ، واما ان تتخذ فيهم امرا ذا حسن ، حسب الظاهر ان هؤلاء القوم الذين وجدهم ذي القرنين كانوا منحرفين ولا يعبدون الله وظلمة.
بعد ذلك تحكي الآية جواب ذي القرنين الذي قال : ( قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد الى ربه فيعذبه عذابا نكرا ) (3) اي ان الظالمين سينالون العذاب الدنيوي والاخروي معا.
( وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى ) (4).
( وسنقول له من امرنا يسرا ) (5).
اي اننا سنتعامل مع المؤمنين بالقول الحسن ونحسن له ونكلفه بما فيه اليسر ، اما الظالمين منهم سوف نعذبهم ونشدد عليهم في الضرائب والاعمال الشاقة.
وعندما انتهى ذو القرنين من سفره الى المغرب ، توجه الى المشرق
Bogga 117