50

Hukm al-Samaa

حكم السماع

Baare

حماد سلامة

Daabacaha

مكتبة المنيار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408 AH

Goobta Daabacaadda

الأردن

أخبر الله عن المشركين أنهم كانوا يجعلون التصدية والغناء لهم صلاة، وعبادة وقربة، يعتاضون به عن الصلاة التي شرعها الله ورسوله.

[ بين سماع المسلمين وسماع المشركين ]:

وأما المسلمون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: فصلاتهم وعبادتهم القرآن، واستماعه، والركوع والسجود، وذكر الله ودعاؤه، ونحو ذلك مما يحبه الله ورسوله، فمن اتخذ الغناء والتصفيق عبادة وقربة فقد ضاهى(١) المشركين في ذلك، وشابههم فيما ليس من فعل المؤمنين: المهاجرين والأنصار، فإن كان يفعله في بيوت الله فقد زاد في مشابهته أكبر وأكبر، واشتغل به عن الصلاة وذكر الله ودعائه، فقد عظمت مشابهته لهم. وصار له كِفْل(٢) عظيم من الذم الذي دَلَّ عليه قوله سبحانه وتعالى: ﴿وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية﴾(٣).

لكن قد يغفر له ذلك لاجتهاده، أو حسنات ماحية، أو غير ذلك. فيما يفرق فيه [ بين ] المسلم والكافر. لكن مفارقته للمشركين في غير هذا لا يمنع أن يكون مذموماً خارجاً عن الشريعة، داخلاً في البدعة التي ضاهى بها المشركين، فينبغي للمؤمن أن يتفطن لهذا، ويفرق بين سماع المؤمنين الذي أمر الله به ورسوله، وسماع المشركين الذي نهى الله عنه ورسوله.

ويعلم أن هذا السماع المحدث هو من جنس سماع المشركين، وهو إليه أقرب منه إلى سماع المسلمين. وإن كان قد غلط فيه قوم من صالح المسلمين، فإنَّ الله لا يضيع أجرهم وصلاحهم، لما وقع من خطئهم، فإن

(١) ضاهى: أي شابه وشاكل. [ لسان العرب ١٤ / ٤٨٧].

(٢) الكِفْل: النصيب. [ لسان العرب لابن منظور ٥٨٨/١١].

(٣) الآية ٣٥ من سورة الأنفال.

50