45

Hukm al-Samaa

حكم السماع

Baare

حماد سلامة

Daabacaha

مكتبة المنيار

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

1408 AH

Goobta Daabacaadda

الأردن

قوله : ﴿وأذنت لربها وحقت﴾ (١) أي سمعت ، والآثار في هذا كثيرة .

[ آثار هذا السماع في الصحابة ] :

وهذا سماع له آثار إيمانية من المعارف القدسية ، والأحوال الزكية يطول شرحها ، ووصفها . وله في الجسد آثار محمودة . من خشوع القلب . ودموع العين ، واقشعرار الجلد ، وقد ذكر الله هذه الثلاثة في القرآن . وكانت موجودة في أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين أثنى عليهم في القرآن، ووجد بعدهم في التابعين آثار ثلاثة: الاضطراب ، والاختلاج ، والإِغماء - أو الموت ، والهيام ؛ فأنكر بعضُ السلفِ ذلك - إما لبدعتهم ، وإما لحبهم .

وأُمَّا جمهورُ الأئمةِ والسلف فلا ينكرون ذلك ؛ فإِنَّ السبب إذا لم يكن محظوراً كان صاحبه فيما تولد عنه معذوراً . لكن سبب ذلك قوة الوارد على قلوبهم ، وضعف قلوبهم عن حمله فلو لم يؤثر السماع لقسوتهم كانوا مذمومين ، كما ذَمَّ اللَّهُ الذين قال فيهم: ﴿ ثم قست قلوبكم من بعد ذلك﴾(٢) وقال: ﴿ألم يَأْنِ للذين آمنوا أن تخشعَ قلوبُهُم لذكرِ اللَّهِ وما نَزَلَ من الحق ، ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل . فطال عليهم الأمد ، فقست قلوبهم ، وكثير منهم فاسقون ﴾(٣) ولو أثرَّ فيهم آثاراً محمودة لم يجذبهم عن حد العقل . لكانوا كمن أخرجهم إلى حد الغلبة كانوا محمودین أيضاً ومعذورين .

ص ٦٨، ومسلم ج٢ ص ٥٤٥ وأبو داود في كتاب الصلاة باب استحباب الترتيل في القراءة ج٢ ص ١٥٧، والنسائي ج ٢ ص ١٨٠، والدارمي ج٢ ص ٣٤٩، وأحمد في مسنده ج ٢ ص ٢٧١ .

(١) الآية ٢ والآية ٥ من سورة الانشقاق.

(٢) الآية ٧٤ من سورة البقرة.

(٣) الآية ١٦ من سورة الحديد

45