Hujjaj Muqannaca
الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة
Noocyada
وأما الموطن الثاني وهو الذي يختص بالخطيب فهو أن يكون الخطيب ممن تصح منه الإمامة في الجمعة، وهو أن يكون ذكرا، حرا، بالغا، عاقلا، هذا هو المجتمع عليه، والخلاف الموجود في إمامة العبد والصبي والمسافر خارج هاهنا. وأن يكون الخطيب على طهارة، إذ من شروط الخطبة ذلك (¬1) . وأن يكون مستقبل القوم بوجهه حال خطبته لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب كذلك (¬2) ، وأن يكون قائما في الخطبتين معا، فلا يخطب جالسا لقوله تعالى { وتركوك قائما } (¬3) ورأى كعب بن عجرة عبد الرحمن بن الحكم يخطب قاعدا فأنكر عليه وقال: «انظروا إلى هذا الخبيث يخطب قاعدا والله تعالى يقول { وتركوك قائما } » (¬4) .
وكان جابر يقول: «من قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب جالسا فقد كذب، لقد صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكثر من ألفي صلاة» (¬5) .
وأما الجلوس بين الخطبتين فقد تقدم ذكره.
¬__________
(¬1) - ... يبدو -والله أعلم- أن اشتراط الطهارة للخطبة يجعل الخطبة شطرا من الصلاة لا شرطا لها، وهذا خلاف ما صرح به المؤلف سابقا.
(¬2) - ... تقدم في التعليق رقم (128).
(¬3) - ... آية الجمعة.
(¬4) - ... الشعراني: كشف الغمة، 01/186. ابن حجر: فتح الباري، 02/401.
(¬5) - رواه مسلم بمعناه؛ صحيح مسلم، كتاب الجمعة، (باب) خطبته - صلى الله عليه وسلم - في الجمعة، 06/153.
... ( عن جابر بن سمرة «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيخطب قائما فمن حدثك أنه كان يخطب جالسا فقد كذب. فقال: فقد والله صليت معه أكثر من ألفي صلاة». رواه أبو داود وسكت عنه.
... سنن أبي داود، كتاب الصلاة، تفريع أبواب الجمعة، باب الخطبة قائما، 01/251.
Bogga 158