Hujjaj Muqannaca
الحجج المقنعة في أحكام صلاة الجمعة
Noocyada
وقال الشافعي: "إنما خطب معاوية جالسا حين كثر شحم بطنه ولحمه" (¬1) .
وأنت خبير أنه إذا كان الجلوس بين الخطبتين محدثا فالمندوب تركه، أما أولا: فلأن التأسي بالسنة أولى من العدول إلى البدعة وإن كانت جائزة.
وأما ثانيا: فلأن عثمان أو معاوية إنما أحدث الجلوس لما حصل له من العذر، فلا ينبغي للصحيح الغير المعذور أن يتأسى بالمعذور وإن كان فعل المعذور جائزا -مثلا- إذا كان المشروع خلافه والفضل في غيره.
وما ذكرته من أن الجلوس بين الخطبتين محدث هو عين ما صرح به الأصحاب (¬2) -رحمهم الله تعالى. وقيل: إنه غير محدث وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فعل ذلك؛ ففي كشف الغمة (¬3) أنه «كان - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائما ويجلس بين الخطبتين ويقرأ آيات، ويذكر الناس» (¬4) .
¬__________
(¬1) - ... لم أهتد إلى تعليل الشافعي جلوس معاوية بكثرة شحم بطنه ولحمه، وقد ذكر في الأم أن معاوية جلس في الأولى وقام في الثانية. الشافعي: الأم، 01/199.
... وذكر ابن حجر في التلخيص جلوس معاوية ولم يعلله، وفي الفتح نسب القول بعلة جلوس معاوية إلى طاوس بدلا من الشافعي، ونسبها الشوكاني إلى الشعبي رواية عن ابن أبي شيبه. ابن حجر: تلخيص الحبير، 02/64. فتح الباري، 02/401. الشوكاني: نيل الأوطار، 03/268.
(¬2) - ... تقدم التعليق على هذا قريبا، فلينظر.
(¬3) - ... الشعراني: كشف الغمة، 01/186.
(¬4) - ... ( عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائما ثم يقعد ثم يقوم كما تفعلون الآن».
... صحيح البخاري، كتاب الجمعة، باب الخطبة قائما وقال أنس بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائما، رقم.
... ( عن جابر بن سمرة قال: «كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبتان كان يجلس بينهما يقرأ القرآن ويذكر الناس».
... سنن أبي داود، كتاب الصلاة، تفريع أبواب الجمعة، باب الخطبة قائما، 01/251.
... ( عن جابر بن سمرة قال: «كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب قائما ثم يجلس ثم يقوم فيقرأ آيات ويذكر الله، وكانت خطبته قصدا وصلاته قصدا». سنن ابن ماجة، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء في الخطبة يوم الجمعة، رقم1106.
Bogga 156