Hurnimo si loo Qaato Neefsasho
هدنة لالتقاط الأنفاس
Noocyada
ذهبنا إلى هناك. وكانوا قد تركوا بعض الأشجار لتغطي على الأمر؛ ولكن أجل، ها هي، لقد كانت بركتي هنا. لقد جففوا ماءها، فأحدث ذلك حفرة مستديرة كبيرة كبئر ضخم بعمق عشرين أو ثلاثين قدما. وكانت بالفعل ممتلئة إلى نصفها بالعلب المعدنية.
وقفت أنظر إلى العلب المعدنية.
قلت: «من المؤسف أنهم جففوها؛ فقد كانت ثمة بعض الأسماك الكبيرة في تلك البركة.» «أسماك؟ أوه، لم أسمع عن شيء كذلك قط. بالطبع يصعب وجود بركة من المياه هنا وسط المنازل؛ تعلم أن ذلك يتسبب في وجود البعوض، ولكن لا بد أنها كانت هنا قبل مجيئي.»
قلت: «أعتقد أن هذه المنازل قد بنيت منذ وقت طويل.» «أوه، أعتقد منذ عشر أو خمس عشرة سنة.»
قلت: «لقد كنت أعرف هذا المكان قبل الحرب. لقد كان مليئا بالكامل بالأشجار، ولم تكن ثمة منازل سوى منزل بينفيلد؛ ولكن الأجمة الصغيرة هناك لم تتغير، فقد مشيت خلالها في طريقي إلى هنا.» «آه، تلك! إنها مقدسة؛ فقد قررنا ألا نبني مكانها أبدا. إنها مقدسة لدى الشباب. الطبيعة، كما تعلم.» نظر إلي بعينيه الوامضتين، بنظرة خبيثة بعض الشيء، كما لو كان سيطلعني على سر صغير، وقال: «نسميها وادي الجنيات.»
وادي الجنيات! تملصت منه، ورجعت إلى السيارة وقدتها نزولا إلى لوير بينفيلد. وادي الجنيات! وقد ملئوا بركتي بالعلب المعدنية! لعنهم الله ودمرهم! فلتقل ما تريد - قل إنه شيء سخيف أو طفولي أو أي شيء - ولكن ألا تشعر بالغثيان في بعض الأحيان عندما ترى ما يفعلونه بإنجلترا؛ من وضعهم لأحواض شرب الطيور وتماثيل الأقزام الخرافية المصنوعة من الجص والجنيات والعلب المعدنية خاصتهم في مكان أشجار الزان؟
أتقول عني عاطفي؟ أم كاره للمجتمع؟ أم أنني لا ينبغي أن أفضل الأشجار على الرجال؟ أقول إن الأمر يعتمد على طبيعة الأشجار وطبيعة الرجال. ليس ثمة شيء يمكنني فعله سوى أن أتمنى أن يصيبهم الجدري في أمعائهم.
لم أفكر إلا في شيء واحد منذ هبطت من أعلى التل، وهو أنني قد أعرضت عن فكرة الرجوع إلى الماضي؛ فما الفائدة من محاولة إعادة زيارة معالم صباك عندما لم يعد لها وجود؟ ما فائدة محاولة التقاط الأنفاس وليس هناك أي هواء؟! فصندوق القمامة الذي نعيش فيه قد وصل إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي. مع ذلك، أنا لم أعد أهتم بالأمر بوجه خاص. على كل حال، اعتقدت أنه لا يزال أمامي ثلاثة أيام متبقية يمكنني فيها أن أنعم بالسكينة والهدوء، وأن أتوقف عن التذمر حول ما فعلوه في لوير بينفيلد. أما عن فكرة الذهاب للصيد، فقد ألغيتها بالطبع. صيد الأسماك! كيف ذلك؟! في سني! بالفعل كانت هيلدا محقة.
وضعت السيارة في موقف سيارات فندق جورج ودخلت إلى الردهة. كانت الساعة السادسة، وكان أحد الأشخاص قد فتح المذياع وكانت نشرة الأخبار تبدأ. وقد دخلت من الباب تماما في الوقت الذي كانت فيه الكلمات القليلة الأخيرة من نداء استغاثة. أعترف أن ذلك قد صدمني بعض الشيء؛ فقد كانت الكلمات التي سمعتها: «... حيث إن زوجته، هيلدا بولينج، مريضة بشدة.»
وجاء النبأ التالي العاجل بالصوت الفخم نفسه قائلا: «إليكم نداء استغاثة آخر. ويل بيرسيفال شوت الذي شوهد آخر مرة ...» ولكنني لم أنتظر حتى أسمع المزيد، ومشيت على الفور. ما جعلني أشعر بالفخر الشديد، عندما فكرت في الأمر فيما بعد، أنني عندما سمعت تلك الكلمات قادمة من مكبر الصوت لم يرمش لي جفن، ولم أتوقف ولو قليلا لأعلم أي أحد أنني كنت جورج بولينج، الذي كانت زوجته هيلدا بولينج مريضة للغاية. كانت زوجة المالك في الردهة، وكانت تعرف أن اسمي بولينج، فعلى الأقل رأته في سجل النزلاء. بخلاف ذلك، لم يكن هناك أحد باستثناء رجلين، كانا يقيمان في الفندق، ولم يكونا يعرفاني. ولكني بقيت هادئا، ولم أبد أي إشارة لأي أحد؛ فقط ذهبت إلى البار الخاص، الذي كان قد فتح للتو، وطلبت كوب الجعة المعتاد.
Bog aan la aqoon