Hurnimo si loo Qaato Neefsasho
هدنة لالتقاط الأنفاس
Noocyada
ذهبت إلى هاي إستريت، ودخلت أحد الشوارع الجانبية على اليمين، حيث كان متجر عمي إيزيكيال. تبعتها، ولم أكن أعلم لماذا بالتحديد، جزء من ذلك كان بسبب الفضول، ربما، وجزء آخر كنوع من الاحتياط. أول شيء فكرت فيه هو أنني قد وجدت أخيرا شخصا أعرفه من أيامي الخوالي في لوير بينفيلد، ولكن في اللحظة نفسها خطر ببالي أنها من الممكن أن تكون من غرب بلتشلي؛ وإن كان الأمر كذلك، فعلي أن أتوخى الحذر؛ لأنها إن اكتشفت أنني هنا فلربما أخبرت هيلدا. لذلك تبعتها بحذر شديد، مع الحفاظ على مسافة آمنة وتفحصها من الخلف قدر ما استطعت. لم يكن ثمة شيء لافت للنظر فيها. كانت طويلة بعض الشيء، وبدينة بعض الشيء، وربما كانت في الأربعين أو الخمسين من عمرها، وكانت ترتدي فستانا أسود رثا للغاية. ولم تكن ترتدي قبعة، كما لو كانت قد خرجت من منزلها لوقت قصير فقط، والطريقة التي كانت تسير بها تعطيك انطباعا بأن كعب حذائها بال. إجمالا، كان منظرها قذرا ومبتذلا بعض الشيء. ولكن لم يكن ثمة شيء مميز فيها يمكنني منه التعرف عليها، فقط ذلك الشيء الغريب الذي عرفت أنني قد رأيته من قبل. ربما كان شيء في حركاتها. وصلت أخيرا إلى متجر صغير للحلوى والورق، ذلك النوع من المتاجر الصغيرة التي تظل مفتوحة دائما يوم الأحد. وكانت المرأة صاحبة المتجر واقفة على عتبة الباب تفعل شيئا حيال حامل البطاقات البريدية. وقفت المرأة التي أتبعها لتخوض معها محادثة قصيرة.
وقفت أنا أيضا بمجرد أن وجدت نافذة أحد المتاجر التي يمكنني التظاهر بأنني أنظر إليها. كانت نافذة متجر سباك ومزخرف، وكانت مليئة بنماذج من ورق الحائط ولوازم تجهيزات الحمامات وما إلى ذلك من الأشياء. في ذلك الوقت، لم أكن إلا على بعد خمس عشرة ياردة من المرأتين. وقد تمكنت من سماع صوتهما وهما تتحدثان في واحدة من تلك المحادثات غير ذات المعنى التي تخوضها النساء عندما يتجاذبن أطراف الحديث. «أجل، هذه دعابة. تلك دعابة بالتأكيد. قلت له: «عجبا، ماذا كنت تتوقع غير ذلك؟» لا يبدو الأمر جيدا، أليس كذلك؟ ولكن ما الفائدة، فكما لو أنك تتحدثين إلى حجر. يا للعار!» وما إلى ذلك. كان الجو يزداد دفئا. من الواضح أن المرأة التي كنت أتبعها كانت زوجة صاحب متجر صغير، كالمرأة الأخرى. كنت أتساءل عما إذا كانت من الناس الذين كنت أعرفهم في لوير بينفيلد، عندما استدارت تقريبا نحوي ورأيت ثلاثة أرباع وجهها. يا إلهي! إنها إلسي.
أجل، كانت إلسي. لا سبيل للخطأ. إلسي! تلك الشمطاء البدينة!
صدمت بشدة - ليس لرؤية إلسي، ولكن لرؤيتي لها على تلك الحالة التي أصبحت عليها عندما كبرت - لدرجة أنه للحظة تجمعت أمام عيني الأشياء؛ الصنابير النحاسية والصمامات الكروية وأحواض البورسلين وغيرها، والتي أخذت تخفت وتبعد، حتى أصبحت أراها ولا أراها. وللحظة كذلك، كنت في ذعر مميت من أن تتعرف علي؛ ولكنها نظرت جيدا إلى وجهي ولم يبد عليها أي شيء. بعد لحظة أخرى، استدارت ومشت. تبعتها مرة أخرى. كان الأمر خطيرا، فقد تعرف أنني أتبعها، وقد يثير ذلك تساؤلها عمن أكون، ولكنني كنت أريد فقط أن ألقي نظرة أخرى عليها. الحقيقة كانت أنها كان لها وقع مروع علي. ويمكنني القول إنني كنت أشاهدها قبل ذلك، ولكنني أشاهدها بعينين مختلفتين تماما الآن.
كان الأمر مروعا، ولكنني توصلت إلى استنتاجات عملية كثيرة من تفحصها من الخلف. إنه لمن المرعب ما قد تفعله أربع وعشرون سنة في أي امرأة. فقط أربع وعشرون سنة والفتاة التي كنت أعرفها، ببشرتها التي كانت في بياض الحليب وفمها الأحمر وشعرها الذهبي الفاتح، تصبح عجوزا شمطاء بكتفين عريضتين مستديرتين، تمشي متثاقلة بكعبين ملتويين. جعلني ذلك أشعر بسعادة تامة أنني رجل، فلا يتحطم رجل بالكامل أبدا ليصبح هكذا. أعلم أنني بدين، وأن شكلي سيئ، إن أردت القول؛ ولكن على الأقل لي شكل. أما إلسي، فلم تكن حتى بدينة، بل كانت فقط بلا شكل. لقد حدثت تغيرات مروعة في وركيها. أما خصرها، فقد اختفى. لقد تحولت إلى ما يشبه أسطوانة متكتلة طرية، ككيس من الطحين.
تبعتها لمسافة طويلة؛ إلى خارج البلدة القديمة وعبر العديد من الشوارع الوضيعة الصغيرة التي لم أكن أعلمها. وأخيرا، وصلت إلى عتبة متجر آخر. ومن الطريقة التي دخلت بها المتجر، كان من الواضح أنه متجرها. توقفت للحظة خارج النافذة. كان مكتوب على اللافتة: «جيه كوكسون، حلواني ودخاخني» إذن، كانت إلسي السيدة كوكسون. كان متجرا صغيرا ورثا، ويشبه إلى حد كبير المتجر الذي توقفت عنده من قبل، ولكنه كان أصغر وأكثر تلوثا بكثير. لم يبد أنه يبيع أي شيء سوى التبغ وأرخص أنواع الحلوى. فكرت فيما يمكنني أن أشتريه وأستغرق في شرائه دقيقة أو دقيقتين، ثم رأيت رفا من الغلايين الرخيصة في النافذة، ثم دخلت. كان علي أن أستجمع شجاعتي قليلا قبل أن أدخل؛ لأنني كنت سأحتاج إلى افتعال بعض الأكاذيب إن تعرفت علي بالصدفة.
اختفت في الغرفة الخلفية للمتجر، ولكنها رجعت عندما نقرت على طاولة البيع. إذن، قد أصبحنا الآن وجها لوجه. يا إلهي! لم تبد أي إشارة على أنها تعرفني. لم تتعرف علي. فقط نظرت إلي بالطريقة نفسها التي ينظر بها هؤلاء - تعرف الطريقة التي ينظر بها أصحاب المتاجر الصغيرة لزبائنهم - نظرة تنم عن فقدان اهتمام تام.
كانت المرة الأولى التي أرى فيها وجهها بالكامل، وعلى الرغم من أنني كنت أتوقع بعض الشيء ما رأيته، فقد صدمني ذلك تقريبا بالقدر الكبير نفسه الذي صدمت به في اللحظة الأولى التي تعرفت فيها عليها. أظن أنك عندما تنظر إلى وجه شخص صغير في السن، حتى لو كان طفلا، فلا بد أنك تستطيع توقع شكله عندما يكبر؛ فالأمر كله يعتمد على شكل عظام الوجه. ولكن إن كان قد حدث لي قط، عندما كنت في العشرين وكانت هي في الثانية والعشرين، أن فكرت في شكل إلسي في السابعة والأربعين، فلم يكن ليخطر في بالي قط أنها قد تبدو بذلك الشكل أبدا. إن وجهها كله قد تدلى، كما لو أن أحدا سحبه بطريقة ما لأسفل. هل تعرف هذا النوع من النساء في منتصف العمر اللاتي لديهن وجوه تشبه تماما وجوه كلاب البولدوج؟ الفك البارز الضخم، والفم المتهدل لأسفل، والعينان الغائرتان، بجيبين أسفلهما. تماما ككلب البولدوج. ولكنه ما زال الوجه نفسه، ويمكنني أن أميزه من بين ملايين الوجوه. أما شعرها، فلم يغطه الشيب بالكامل، بل كان بلون باهت، وقد فقدت منه الكثير. لم تعرفني عندما رأتني؛ فلم أكن بالنسبة لها سوى زبون وغريب ورجل بدين غير مثير للاهتمام. من الغريب ما قد تفعله بوصة أو بوصتان من الدهون في شكل المرء. تساءلت إن كنت قد تغيرت أكثر مما تغيرت، أم أن الأمر وما فيه أنها لم تكن تتوقع أن تراني، أم - وهو ما كان الأرجح - أنها ببساطة قد نسيت أمر وجودي تماما.
قالت بتلك الطريقة الكسولة لأصحاب المتاجر: «مساء الخير.»
قلت بفتور: «أريد غليونا من خشب أشجار الورد البري.» «غليون. حسنا، دعني أرى. أعلم أن لدينا بعض الغلايين في مكان ما. حسنا، أين؟ آه! ها هي.»
Bog aan la aqoon