Hurnimo si loo Qaato Neefsasho
هدنة لالتقاط الأنفاس
Noocyada
كانت فتاة لطيفة، من ذلك النوع من الساقيات الذي أسميه نوع الأخت الكبرى، وكانت في الخامسة والثلاثين تقريبا، وبوجه لطيف وذراعين بدينين من جراء التعامل مع مضخة الجعة. أخبرتني باسم اتحاد الشركات الذي استولى على مصنع الجعة . وكان بإمكاني تخمينه من المذاق في الواقع. تغير شكل البارات عما كان عليه في الماضي فقد أصبحت دائرية ومقسمة إلى أقسام. وفي الجهة الأخرى على البار العام، كان ثمة رجلان يلعبان بالأسهم، وفي القسم الخارجي جلس رجل لم يكن بإمكاني رؤيته جيدا، وكان من حين لآخر يعلق بصوت كئيب. أسندت الساقية مرفقيها الكبيرين على البار واقتربت مني وأخذت تتحدث معي. ذكرت أسماء جميع الأشخاص الذين عرفتهم، ولكنها لم تكن قد سمعت بأحد منهم؛ إذ قالت إنها لم تأت إلى لوير بينفيلد إلا منذ خمس سنين. لم تسمع حتى عن العجوز ترو، الذي كان يملك حانة جورج قديما.
قلت لها: «لقد كنت أعيش في لوير بينفيلد، منذ زمن طويل قبل الحرب.» «قبل الحرب! عجبا! لا تبدو عجوزا هكذا.»
قال الرجل في القسم الخارجي: «هل ترى أي تغييرات؟»
قلت: «لقد اتسعت البلدة. أعتقد أن ذلك بسبب المصانع.» «صحيح، بالطبع معظم الناس يعملون في المصانع؛ فهناك مصنع الجرامافون، ومصنع جوارب تروفيت، ولكنهما بالطبع يصنعان القنابل في هذه الأيام.»
لم أكن أفهم على الإطلاق لم كانت تقول «بالطبع»، ولكنها أخبرتني عن شاب كان يعمل في مصنع تروفيت وكان في بعض الأحيان يأتي إلى فندق جورج، وقد أخبرها أنهم كانوا يصنعون القنابل مع الجوارب؛ فالاثنان - لسبب ما لم أفهمه - يسهل الجمع بينهما. ثم أخبرتني عن الميناء الجوي العسكري الكبير بجوار وولتن - ما فسر رؤيتي المستمرة للطائرات القاذفة للقنابل - وفي اللحظة التالية بدأنا نتحدث عن الحرب كالعادة. إنه لأمر طريف؛ فقد كان تحديدا الهروب من التفكير في الحرب التي أتيت هنا من أجلها. ولكن كيف يمكنك الهروب على أي حال؟ إنه في الهواء الذي نتنفسه.
قلت إن الحرب ستحدث في عام 1941، وقال الرجل في القسم الخارجي إنه يرجح أنها عمل قذر. أما الساقية، فقالت إن الأمر يصيبها بالقشعريرة؛ وأضافت: «إن كل ما قيل واتخذ من إجراءات لن يفيد، أليس كذلك؟ وفي بعض الأحيان أستلقي مستيقظة في الليل وأسمع واحدة من تلك الأشياء الكبيرة تسير فوق رأسي ، وأقول لنفسي: «حسنا، ماذا إن قذفت الآن قنبلة فوق رأسي مباشرة؟» ما فائدة كل هذه الإجراءات الاحترازية ضد الغارات الجوية وتوجيهات الآنسة تودجرز مراقبة الغارات الجوية، التي تخبرك أن كل شيء سيكون على ما يرام إذا أبقيت رأسك منخفضا وملأت النوافذ بورق الصحف، وما يقولونه من أنهم سيحفرون ملجأ تحت مبنى البلدية؟ ولكن عندما أنظر للأمر، أتساءل كيف يمكن أن تضع قناع غاز على وجه طفل صغير؟»
قال الرجل في القسم الخارجي إنه قرأ في الصحف أنه سينبغي علينا البقاء داخل حمام ساخن حتى ينتهي كل شيء. سمع الرجلان في البار العام هذا الكلام، وكان ثمة أحاديث جانبية حول عدد الأشخاص الذين يمكنهم مشاركة الحمام الساخن نفسه، وسأل كل منهما الساقية ما إذا كان بإمكانه مشاركتها في حمامها. طلبت منهما ألا يكونا وقحين، ثم ذهبت إلى الطرف الآخر من البار وأعدت لهما كوبين من الجعة القديمة والخفيفة. رشفت بعضا من كوب الجعة خاصتي، وكانت سيئة، مرة، كما يطلقون عليها. وكانت فيها مرارة زائدة عن الحد، وبها مذاق كبريتي. إنها مصنوعة من مواد كيميائية. يقولون إن نباتات حشيشة الدينار الإنجليزية لم تعد تستخدم في صنع الجعة في هذه الأيام، بل أصبحوا يصنعون منها مواد كيميائية، تستخدم بعد ذلك في صنع الجعة. وجدت نفسي أفكر في عمي إيزيكيال، وفيما كان سيقوله عن جعة كهذه، وماذا كان سيقول عن الإجراءات الاحترازية ضد الغارات الجوية ودلاء الرمال التي من المفترض أن تتفادى بها القنابل الثرميتية. عندما أتت الساقية مرة أخرى إلى الجانب الذي كنت أجلس فيه في البار، قلت لها: «بالمناسبة، من يمتلك القصر الآن؟»
كنا دائما نطلق عليه القصر، على الرغم من أن اسمه كان منزل بينفيلد. للحظة لم تبد أنها فهمت.
ثم قالت: «القصر، يا سيدي؟»
قال الرجل في القسم الخارجي: «إنه يعني منزل بينفيلد.» «أوه، منزل بينفيلد! أوه، أعتقد أنك تعني القصر التذكاري. إنه ملك الدكتور ميرال الآن.» «الدكتور ميرال؟» «نعم يا سيدي. يقولون إنه يستقبل أكثر من ستين مريضا هناك .» «مرضى؟ هل حولوه إلى مستشفى أو ما شابه؟» «حسنا، إنه ليس ما يمكنك أن تقول عنه مستشفى عاديا، بل هو أقرب إلى مصحة. إنه للمرضى النفسيين في الواقع. يسمونه مصحة عقلية.»
Bog aan la aqoon