Hurnimo si loo Qaato Neefsasho
هدنة لالتقاط الأنفاس
Noocyada
علاوة على ذلك، أحسست بأنهم يلاحقونني بالفعل. جميعهم! جميع الناس الذين لم يتمكنوا من فهم السبب وراء اختلاس رجل في منتصف العمر بأسنان اصطناعية لأسبوع هادئ في المكان الذي قضى فيه أيام صباه. وكل الأوغاد من ذوي النفوس الدنيئة الذين تمكنوا من فهم الأمر جيدا، ولكنهم سيقيمون الدنيا ويقعدونها لمنعي. كلهم كانوا في الطريق خلفي. كان الأمر كما لو أن جيشا ضخما يتدفق على الطريق خلفي، وبدا لي أنني أراهم في ذهني. كانت هيلدا في المقدمة، بالطبع، ويلاحقها الطفلان، والسيدة ويلر تحثها بحقد وضراوة، والآنسة مينس تركض في الخلف ونظارتها تنزلق على أنفها، وعلى وجهها نظرة أسى كالدجاجة المتخلفة عن الركب، بينما بقية الدجاج قد حصلوا على قشور اللحم المقدد. وكان خلفي أيضا السير هربرت كروم وأصحاب المناصب العليا في فلاينج سلامندر في سياراتهم الرولز رويس والهيسبانو سويسا. وكل الرجال في المكتب، وكل الموظفين المداسين بالأقدام المساكين من شارع إلزمير ومن كل الشوارع المماثلة، الذين يركب بعضهم في العربات الصغيرة وآلات الحصاد، ومداحل الحدائق الإسمنتية، والبعض الآخر يحدثون ضجة بسيارات أوستين سيفن القديمة التي يقودونها. وكل منقذي الأرواح والمتطفلين، هؤلاء الذين لا تراهم أبدا، ولكنهم يديرون مصيرك على الرغم من ذلك: وزير الداخلية، وشرطة سكوتلاند يارد، وتحالف الاعتدال في شرب الكحوليات، وبنك إنجلترا، واللورد بيفربروك، وهتلر وستالين على دراجة بمقعدين، والأساقفة، وموسوليني، والبابا. جميعهم كانوا ورائي. حتى إنه كان بإمكاني سماعهم وهم يصرخون قائلين: «ثمة رجل يعتقد أنه سيهرب! ثمة رجل يقول إنه لا يريد أن يسير مع القطيع! إنه يرجع إلى لوير بينفيلد! الحقوا به! أوقفوه!»
إنه لأمر غريب! كان تأثير ذلك الإحساس علي عظيما لدرجة أنني ألقيت نظرة خاطفة عبر الزجاج الخلفي للسيارة للتأكد من أن أحدا لا يلاحقني. أعتقد أنه الإحساس بالذنب. ولكن لم يكن ثمة أحد، فما كان سوى طريق أبيض يكسوه الغبار، وصف طويل من أشجار الدردار التي تتضاءل أحجامها خلفي.
ضغطت بقوة على دواسة الوقود، فقعقعت السيارة القديمة ووصلت سرعتها إلى الثلاثينيات. بعد ذلك ببضع دقائق، كنت قد تجاوزت منعطف ويسترهام. وكان ما كان. وما كان هناك مجال للتراجع. هذه كانت الفكرة التي، بشكل غامض، بدأت في التشكل في ذهني في اليوم الذي حصلت فيه على طقم أسناني الجديد.
الجزء الرابع
1
شققت طريقي إلى لوير بينفيلد عبر تل تشامفورد. هناك أربعة طرق تؤدي إلى لوير بينفيلد، وكان من الأسرع أن أذهب عبر وولتن، ولكني أردت المرور على تل تشامفورد، فهو الطريق الذي اعتدنا أن نسلكه بالدراجات رجوعا إلى المنزل من رحلات صيدنا في نهر التيمز. عندما تتجاوز للتو قمة التل، تتباعد الأشجار ويمكنك رؤية لوير بينفيلد في الوادي أسفل قدميك.
إنها لتجربة غريبة أن تعود إلى مكان ما من الريف لم تره منذ عشرين سنة؛ إذ تتذكره بكل تفاصيله، ولكنك تكتشف أن كل ما تتذكره غير صحيح؛ فكل المسافات مختلفة، ويبدو أن المعالم قد تغيرت. تستمر في الشعور - بالطبع هذا التل كان شديد الارتفاع - بأنك بالتأكيد انعطفت في الجانب الخاطئ من الطريق. ومن جهة أخرى، تجد أن لديك ذكريات شديدة الدقة، ولكنها تخص موقفا بعينه. ستتذكر، على سبيل المثال، ركنا من الحقل، في يوم مطير في الشتاء، بعشبه شديد الخضرة حتى يكاد يصبح أزرق اللون، وعضادة بوابة صدئة مغطاة بالأشنة، وبقرة واقفة على العشب تنظر إليك. وسترجع بعد عشرين سنة، وستفاجأ؛ لأن البقرة ليست واقفة في المكان نفسه، ولا تنظر إليك بالتعبير نفسه الذي تتذكره.
عندما صعدت تل تشامفورد بالسيارة، أدركت أن صورته التي كانت في ذهني كانت من وحي خيالي إلى حد كبير. ولكن الحقيقة أن أشياء بعينها قد تغيرت. كان الطريق معبدا، بينما كان في الأيام الخوالي مرصوفا بالحصباء (أتذكر ذلك الشعور الوعر به أسفل دراجتي)، وبدا كما لو أنه أصبح أعرض، وقلت أشجاره بشكل ملحوظ. في الماضي، كانت أشجار الزان الضخمة تنمو في الأسيجة، وكانت أغصانها تتلاقى في بعض الأماكن على الطريق مشكلة ما يشبه القوس. كل ذلك اختفى الآن. كدت أصل إلى قمة التل عندما صادفت شيئا كان بالتأكيد جديدا؛ فعلى يمين الطريق كانت ثمة مجموعة كبيرة من المنازل ذات المظهر الخلاب الزائف، بأفاريز متدلية وعرائش ورد وما إلى ذلك. تعرف ذلك النوع من المنازل التي تكون أعلى في رقيها من أن تصطف على خط واحد؛ ومن ثم تجدها متناثرة فيما يشبه المستعمرة، بطرقها الخاصة التي تقود إليها. وعلى مدخل أحد الطرق الخاصة كانت ثمة لوحة بيضاء كبيرة مكتوب عليها:
مأوى للكلاب
جراء من سلالة سيليهام النقية
Bog aan la aqoon