بسم الله الرحمن الرحيم <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي /القرآن-الكريم/0/70" target="_blank" title="سورة الأنعام 70">﴿قل أندعوا من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى إئتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين﴾</a> (١) <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي /القرآن-الكريم/0/114" target="_blank" title="سورة البقرة 114">﴿ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهوائهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير﴾</a> (٢) <a class="quran" href="http://qadatona.org/عربي/القرآن-الكريم/0/79" target="_blank" title="سورة آل عمران 79">﴿ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين﴾</a> (3) اللهم فلك الحمد والشكر دائما أبدا كما أنت أهله، على أن هديت إلى الحق.
وأوضحت سبيل الرشد وأنرت البرهان على حين فترة من الرسل، فلطفت وأنعمت بإرسالك صفوة الأنبياء وخاتم عدتهم والدليل على نبوتهم المبعوث بأتقن شريعة وأوضع طريقة الداعي إلى الحق والهادي إلى الصواب محمد رسولك الصادق الأمين الصادع بأمرك والمجاهد في سبيلك صلواتك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين.
وبعد: فإني وقفت على كتاب عربي أرخ طبعه بسنة ألف وثمانمائة وإحدى
Bogga 31
وتسعين ميلادية لم تذكر - كما هو المعتاد - مطبعته ولا محلها ولا صاحبها عنوانه أنه تعريب هاشم العربي نزيل بلاد الإفرنج حالا عن اللغة الانكليزية لمقالة في الإسلام لرجل ترجمه المعرب بأنه جرجيس صال الإنكليزي مولدا ومنشأ المولود في أواخر القرن السابع عشر، وقد ألحق المعرب هذه المقالة بتذييل مستقل في آخرها وتذييلات متفرقات في أثنائها.
ثم وقفت على كتاب آخر استعير له اسم الهداية قد تكلف فيه الرد على كتابي إظهار الحق والسيف الحميدي فوجدت الكتابين الأولين على طريقة ينكرها شرع التحقيق في البحث والأدب في الكلام والأمانة في البيان ولا يرتضيها خدام المعارف المحافظون على فضلهم ورواج بضاعتهم المتحذرون من وبال الانتقاد ووصمة ظهور الزيف والزيغ، وقد أحببت أن أشير إلى بعض ما فيهما مما حاد عن الأمانة أو تاه في الغفلة خدمة مني للمعارف وإحقاقا للحق وانتقادا للزيف ليثنى من يريد الكتابة من جماع تعصبه، ويأخذ في مزال الأقدام وعثرات الأقلام بيد قلمه، وقد آثرت أن أجعل ذلك في خلال ما هو الأمثل بنا، بل الواجب علينا من الإرشاد إلى سبيل الهدى ودين الحق وخالص الإيمان وحقيقة العرفان، دين الإسلام المتكفل بأعدل النظام، وأحسن التمدن وأكمل التهذيب لعامة البشر، وقربهم من الله وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
وقد رتبت كتابنا هذا على مقدمات ومقاصد وخاتمة.
" تنبيه " الظاهر أن مصنف المقالة السابق ذكرها هو الذي سماه الدكتور سعادة في مقدمته على معرب إنجيل برنابا بالمستشرق سايل، وأن هذه المقالة هي الكتابات التي ذكر أنه نشرها وسماها بالمباحث التمهيدية، وهو الذي سماه صاحب إظهار الحق بالقسيس سيل، ونقل عن مقدمته لترجمة القرآن ثلاث جمل متفرقة تكشف عن ملائمة طريقته في البحث وحسن الأدب والإنصاف على خلاف ما قد يوجد في أثناء هذه المقالة، فأظن أن جملة مما تجاوز في هذه المقالة عن حد البحث إلى سوء الأدب إنما هو من تصرف التعريب، أو أنه كان من هفوات الجهل قبل أن يأخذ من المعارف بعض حظه. وتعريب المقالة المذكور يشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين صحيفة وقد سميت صاحبها عند التعرض
Bogga 32
لكلامه سايل وجعلت الإشارة إليها " ق "، وأما المعرب فالمظنون أنه موه باسمه ومحله، ويظهر من حاله أنه ليس له وقوف على كتب العهدين كما ينبغي للنصراني وإلا لما أقدم على كثير من أقواله كما ستعرف ذلك إن شاء الله من متفرقات هذا الكتاب اللهم إلا أن يكون قد حاول الإغفال وأمن الانتقاد، وقد سميته عند التعرض لكلامه " المتعرب " وأن تذييله المستقل يشتمل على خمس وتسعين صحيفة من أواخر الكتاب وجعلت الإشارة إليه " ذ " وللتذييلات التي في أثناء المقالة " قذ ".
وأما الكتاب المستعار له اسم الهداية فقد ذكر لي أنه تأليف جماعة من النصارى لكن قد رسم في ختامه " يقول العبد الفقير " بالإفراد ولعله أقرب فإني أستبعد أن يقدم جماعة من هذا الجيل المتنور بآدابه وحسن مباحثته على مثل ما أقدم عليه مؤلفه كما ستطلع عليه إن شاء الله، وهو يشتمل على أربعة أجزاء مطبوعة في مصر بمعرفة المرسلين الأمريكان، الجزء الأول من الطبعة الثانية سنة 1900 م يشتمل على ثلاثمائة وعشرين صحيفة، الجزء الثاني من الطبعة الثانية سنة 1904 م يشتمل على ثلاثمائة صحيفة، الجزء الثالث مطبوع في سنة 1900 م يشتمل على ثلاثمائة وأربع صحائف، الجزء الرابع مطبوع في سنة 1902 م يشتمل على ثلاثمائة وأربع صحائف، وقد سميت مؤلفه عند التعرض لكلامه " المتكلف "، وجعلت الإشارة إلى الكتاب " يه " وإلى الجزء " ج " وإلى عدده بالرقم قبله.
Bogga 33
المقدمة الأولى لما كان من مباحثتي لهم الاحتجاج عليهم جدلا وإلزاما بما في العهدين المنسوبين إلى الإلهام والوحي الإلهي عند عموم النصارى وخصوص البروتستانت الذين منهم هؤلاء فلا بأس بذكر تفصيل كتبهما، والإشارة إلى الرموز المصطلح عليها لأسمائها فالأول من العهدين هو المسمى بالعهد القديم وهو عبارة عن تسعة وثلاثين سفرا خمسة منها منسوبة لنبي الله موسى عليه السلام تسمى بالتوراة، والأسفار الباقية منسوبة إلى الوحي إلى من بعد موسى من الأنبياء إلى ما قبل زمان المسيح عليه السلام بنحو ثلاثمائة وسبع وتسعين سنة وقد يسمى جميع العهد القديم بالتوراة، واللسان الأصلي له إلى ما قبل سبي بابل هو اللسان العبراني، ومن سبي بابل صار الأصل لبعضها هو اللسان الكلداني وهو لسان بابل.
ثم ترجم العهد القديم إلى اللغة اليونانية بعناية سبعين أو اثنين وسبعين من علماء اليهود لمائتين واثنتين وثمانين سنة أو وخمس وثمانين أو وست وثمانين قبل المسيح على اختلاف الرواية في تاريخ الترجمة وأسبابها. قيل: وتمت في اثنين وسبعين يوما وسميت بالترجمة السبعينية، ومقتضى النقل إنها كانت معتبرة غاية الاعتبار فيما بين اليهود وقدماء المسيحيين، وإن مصنفي العهد الجديد ما نقلوا الفقرات الكثيرة إلا عنها، وإن المسيح كان يخاطبهم عن الشريعة والأنبياء من هذه الترجمة. وكذا استفانوس في خطابه لليهود. وكذا الذين تشتتوا في
Bogga 34
البلاد ليبشروا بالمسيح باللغة اليونانية، ثم ترجم بعد ذلك إلى لغات كثيرة.
وهذه أسماء أسفاره ورموزها:
1 - " تك " لسفر التكوين وهو الأول من التوراة المنسوبة لموسى ويسمى سفر الخليفة أيضا بمقتضى تسمية الترجمة السبعينية، ويسمى في العبرانية باسم أوله " برنشيت ".
2 - " خر " لسفر الخروج وهو ثانيها بتسمية السبعينية، وفي العبرانية يسمى بأوله " وآله شموت " أي وهذه أسماء.
3 - " لا " لسفر اللاويين وهو ثالثها بتسمية السبعينية، وفي العبرانية بأوله " ويقرا " أي ودعا.
4 - " عد " لسفر العدد وهو رابعها بتسمية السبعينية، ويسمى في العبرانية بأوله " ويدبر " أي وكلم.
5 - " تث " لسفر تثنية الاشتراع وهو خامسها بتسمية السبعينية وفي العبرانية بأوله " اله " أي وهذه. ويسمى أيضا دباريم.
6 - " يش " لسفر يشوع أي يوشع.
7 - " قض " لسفر القضاة.
8 - " را " لكتاب راعوث.
9 - " 1 صم " صموئيل الأول.
10 - " 2 صم " لكتاب صموئيل الثاني.
11 - " 1 مل " لتاريخ الملوك الأول.
12 - " 2 مل " لتاريخ الملوك الثاني.
13 - " 1 أي " لتاريخ الأيام الأول.
14 - " 2 أي " لتاريخ الأيام الثاني.
15 - " عز " لكتاب عزرا.
Bogga 35
16 - " نح " لكتاب نحيا.
17 - " اس " لكتاب استير.
18 - " اي " لكتاب أيوب.
19 - " مز " لمزامير داود أي الزبور.
20 - " أم " لأمثال سليمان.
21 - " جا " لكتاب الجامعة المنسوب لسليمان.
22 - " نش " لنشيد الأنشاد.
23 - " اش " لكتاب أشعيا.
24 - " ار " لكتاب ارميا.
25 - " مرا " لمرائي ارميا.
26 - " حز " لكتاب حزقيال.
27 - " دا " لكتاب دانيال.
28 - " هو " لكتاب هوشع.
29 - " يوء " لكتاب يوئيل.
30 - " عا " لكتاب عاموس.
31 - " عو " لكتاب عوبديا.
32 - " يون " لكتاب يونان أي يونس بن متى.
33 - " مي " لكتاب ميخا.
34 - " نا " لكتاب ناحوم.
35 - " حب " لكتاب حبقوق.
36 - " صف " لكتاب صفينا.
Bogga 36
37 - " حج " لكتاب حجى.
38 - " زك " لكتاب زكريا.
39 - " مل " لكتاب ملاخي.
ولهذه الكتب في النسخ العبرانية ترتيب آخر من حيث التقديم والتأخير وأما العهد الجديد فهو عند النصارى عبارة عما كتب بالإلهام والوحي الإلهي بعد عيسى وهو عند البروتستنت سبعة وعشرون كتابا وها هي رموزها المصطلح عليها:
1 - " مت " لإنجيل متي.
2 - " مر " لإنجيل مرقس.
3 - " لو " لإنجيل لوقا.
4 - " يو " لإنجيل يوحنا.
5 - " اع " لأعمال الرسل.
6 - " رو " لرسالة بولس إلى أهل رومية.
7 - " 1 كو " لرسالته الأولى إلى أهل كورنتوش.
8 - " 2 كو " لرسالته الثانية إليهم.
9 - " غل " لرسالته إلى أهل غلاطية.
10 - " أف " إلى أهل افسس.
11 - " في " إلى أهل فيلبى.
12 - " كو " إلى أهل كولوسي.
13 - " 1 تس " الأولى إلى أهل تسالونيكي.
14 - " 2 تس " الثانية إليهم.
15 - " 1 تي " الأولى إلى تيموثاوس.
Bogga 37
16 - " 2 تي " الثانية إليه.
17 - " تي " إلى تيطس.
18 - " فل " إلى فليمون.
19 - " عب " إلى العبرانيين.
20 - " يع " لرسالة يعقوب.
21 - " 1 بط " لرسالة بطرس الأولى.
22 - " 2 بط " لرسالته الثانية.
23 - " 1 يو " لرسالة يوحنا الأولى.
24 - " 2 يو " لرسالته الثانية.
25 - " 3 يو " لرسالته الثالثة.
26 - " يه " لرسالة يهوذا.
27 - " رؤ " لرؤيا يوحنا المسماة بالمكاشفات والمشاهدات والجليان.
ولكل واحد من كتب العهدين فصول معدودة يسمونها الأصحاحات تشتمل على فقرات معدودة بالرقم الهندي، فإذا أرادوا الإشارة إلى الفقرة أشاروا إلى كتابها بما ذكرنا من الرموز ثم أشاروا إلى أصحاحها بعدده بالرقم الهندي وجعلوا بعده نقطتين إحداهما فوق الأخرى هكذا ": " ثم أشاروا إلى الفقرة بعددها بالرقم أيضا، مثاله إذا أردنا أن نشير إلى الفقرة الثالثة عشر من الأصحاح الثالث من رسالة بولس إلى أهل غلاطية رسمنا هكذا " غل 3:
13 " وإذا أرادوا الإشارة إلى فقرات متعددة أشاروا إلى الأولى بنحو ما ذكرنا ثم رسموا بعدها خطا عرضيا هكذا -، ورسموا بعده عدد الفقرة الأخيرة فيكون الخط العرضي بمعنى إلى أو حتى مثال ذلك: إذا أردنا أن نشير إلى جملة هي من الثامنة عشرة إلى نهاية الثالثة والعشرين من الأصحاح الحادي والعشرين من سفر التثنية رسمنا هكذا " تث 21: 18 - 23 " وأن الكثير من اصطلاحنا في
Bogga 38
الكتاب أن نذكر عدد الأصحاح صريحا ثم نشير إلى عدد الفقرات بالرقم، وأن الذي حضرني من نسخ العهدين عند كتابة هذا الكتاب نسخ عديدة. الأولى نسخة عبرانية مطبوعة في برلين سنة 1901 م يشتمل العهد القديم منها على ألف وثلاثمائة وأربع وثمانين صحيفة والجديد على أربعمائة وست وثمانين.
" الثانية " نسخة عربية أشير في متنها إلى الكلمات التي زيدت في الترجمة على الأصل العبراني واليوناني بطبعها بالحرف الصغير وإلى الكلمات التي لا توجد في أقدم النسخ وأصحها بجعلها بين خطين هلاليين، وأشير في أسفل صحيفتها إلى اختلاف العبرانية واليونانية والسامرية، وإلى اختلاف القراءات وأشير في جانبها الأعلى إلى تكرر الكلمة والمضمون في العهدين وإلى تاريخ بعض الحوادث المذكورة فيهما، وإن العهد القديم منها ليشتمل على ألف واثنتين وستين صحيفة.
والجديد على ثلاثمائة وثمان وخمسين. وفي آخرها ما نصه، وكان الفراغ من اصطناع صفائحه في شهر تموز من أشهر سنة 1870 مسيحية في بيروت.
" الثالثة " نسخة عربية أيضا من الطبعة الثانية عشر في المطبعة الأمريكانية في بيروت سنة 1905 م يشتمل العهد القديم منها على تسعمائة وعشرين صحيفة والجديد على مائتين وخمسة وتسعين.
" الرابعة " نسخة عربية طبع دي ساراه هو جسون سنة 1811 م.
" الخامسة " نسخة فارسية مطبوعة في روكلين مدلبسيك سنة 1895 م بنفقة الجمعية المشهورة به بريتيش وفورن بيبل سوسائيتي دار السلطنة لندن يشتمل العهد القديم منها على ألف وثلاثمائة وثمان وثمانين صحيفة، والجديد على أربعمائة وإحدى وعشرين.
" السادسة " نسخة فارسية أيضا بالحرف الصغير مساوية للتي قبلها في عدد الصحائف والوضع والطبع بنفقة الجمعية المذكورة طبع العهد القديم منها سنة 1901 م، والجديد سنة 1902.
" السابعة " نسخة فارسية أيضا العهد القديم منها يشتمل على أربعة
Bogga 39
أجزاء في ثمان مائة وست وأربعين صحيفة بترجمة وليم كان قسيس اكستي ومعلم العلم الإلهي باستعانة فاضل خان الهمداني بفرمان المجمع المشهور بيونيتداسوشئت سند سكتلند مطبوعة بفرمان المجمع المذكور في دار السلطنة ادن برغ بمطبعة تومس كنستبل سنة 1845 م، والعهد الجديد منها يشتمل على خمسمائة واثنتين وثلاثين صحيفة بترجمة أفضل الفضلاء المسيحية هنري مرتن قسيس إنكليسي وطبع بفرمان مجمع بريتطش اندفرن بيبل سسيتي في ادن برغ، في المطبعة المذكورة أيضا سنة 1846 م.
" الثامنة " خمسة أسفار التوراة لموسى فارسية بترجمة تومارابنسن القسيس مطبوعة في لندن بمطبعة رجاردواطس سنة 1839 م، وهي تشتمل على خمسمائة وسبعين صحيفة.
" التاسعة " العهد الجديد " نسخة عربية تشتمل على أربعمائة صحيفة فرغ من اصطناع صفائحها في مدينة نيويورك سنة 1846 م، وطبعت في مطبعة المدرسة في أوكسفورد سنة 1869 م.
" العاشرة " العهد الجديد بالفارسية تشتمل على ستمائة وسبعة وعشرين صحيفة بترجمة هنري مارتن المذكور من الطبعة الثالثة بمطبعة رجارد واطس في لندن بإعانة مجمع بيبل سوسسيتي سنة 1837 م.
Bogga 40
المقدمة الثانية فيما يستخرج من العهدين من المدة التي تراخى فيها وحي كتبها، أما التوراة فإن ابتداء وحيها لموسى كان في جبل حوريب، إذ كان موسى يرعى غنم كاهن مدين " خر 3: 4 " ثم في مدين " خر 4: 19 " ثم في مصر في دفعات متراخية بحسب الزمان إلى عبور بني إسرائيل البحر " خر 5 - 14 " ثم في ماره " خر 15: 25 " ثم في برية سين حيث أنزل المن بعد الخامس عشر من الشهر الثاني لخروجهم من مصر " خر 16 " ثم رفيديم " خر 17 " ثم في برية سينا بعد الشهر الثالث لخروجهم من مصر " خر 19 " وتتابع الوحي في دفعات متراخية في جبل سينا وبريته، إلى أن ارتحلوا منها في العشرين من الشهر الثاني من السنة الثانية لخروجهم من مصر " عد 10: 12 " ثم في فبروت هتاوه " عد 11 " ثم في حضروت " عد 12 " ثم في برية فاران " عد 13 "، وتتابع الوحي هناك في سنين عديدة إلى أن مات هارون في جبل هور " عد 20: 23 - 29 " وكان موت هارون في أول الشهر الخامس من السنة الأربعين لخروجهم من مصر " 33: 38 " ثم في عربات مواب ووضع لهم هناك شرائع وأحكام " 28 - 36 " ثم في عبر الأردن في أول الشهر الحادي عشر من السنة الأربعين لخروجهم من مصر " تث 1: 1 - 4 " فكانت مدة نزول الوحي والشريعة على موسى بالتدريج والتعاقب من المدة التي كان فيها يرعى غنم كاهن مدين في حوريب إلى أن توفي في أرض مواب ما يزيد على إحدى وأربعين سنة على أنه لم
Bogga 41
يعرف من التوراة الوقت الذي أوحى فيه سفر التكوين إلى موسى ومقتضى صراحة التوراة، إن كتابة موسى لها في كتاب وجمعها كان في آخر عمره الشريف عند إتمام الشريعة كتب هذه التوراة وسلمها للكهنة وشيوخ بني إسرائيل وأمرهم بوضعها بجانب تابوت عهد الرب " أنظر تث 31: 9 و 24 ".
وأما وحي أشعيا فقد كان متراخيا في أيام عزيا ويوثام واحاز وحزقيا ملوك يهوذا " اش 1: 1 " وكانت مدة ملك هؤلاء الأربعة مائة وثلاثة عشر سنة " 2 أي 26 و 27 و 28 و 29 ".
وكذا وحي كتاب هوشع " هوا: 1 "، وكان وحي كتاب ارميا متدرجا متراخيا من السنة الثالثة عشر لملك بوشيا، وأيام ملك يهواحاز ويهوياقيم ويهوياكين إلى السنة الحادية عشر لملك صدقيا " 1 ر: 1 - 4 " وكانت هذه المدة إحدى وأربعين سنة " 2 أي 34 و 63 "، وكان وحي كتاب حزقيال من السنة الخامسة لسبي يهوياكين " حز 1: 2 " متدرجا إلى السنة السابعة والعشرين " حز 29: 17 ".
وكان وحي كتاب دانيال متدرجا من أيام بخت نصر " دا 2 " إلى النسبة الثالثة لكورش " دا 10: 1 " وهذه المدة تزيد بحسب التاريخ على الستين سنة وكان وحي كتاب ميخا المورشتي متدرجا في أيام يوثام واحاز وحزقيا ملوك يهوذا " مي 1: 1 " وكان ملك هؤلاء إحدى وستين سنة " 2 أي 27 و 28 و 29 " وكان وحي كتاب حجى على قلته متدرجا من أول الشهر السادس من السنة الثانية لملك داريوس " حج 1: 1 " إلى الرابع والعشرين من الشهر التاسع " حج 5: 10 ".
وكان وحي كتاب زكريا متدرجا من الشهر الثامن من السنة الثانية لداريوس الملك " زك 1: 1 " إلى الشهر التاسع من السنة الرابعة " زك 7:
1 " ثم لم يؤرخ وحيه بعد هذا في كتابه ولم يذكر في العهد القديم أن باقي كتبه كان وحيها دفعة واحدة.
وكان عمر المسيح حينما اعتمد من يوحنا ونزل عليه الروح القدس نحو
Bogga 42
ثلاثين سنة " لو 3: 21 - 24 "،، ومن المعلوم أن عمره الشريف حينما رفع إلى السماء كان نحو ثلاثة وثلاثين سنة فتكون تعاليمه النبوية الإلهامية إلى ليلة الجمعية التي هجم فيها عليه اليهود متدرجة حسبما ذكر في الأناجيل في مدة ثلاث سنين.
وإذا عرفت هذه المقدمة فماذا تقول في قول المكلف في شأن القرآن الكريم " يه ا ج ص 55 س 20 " وهو مخالف لكتب الوحي لأنها نزلت جملة، والقرآن مقطع.
ثم انظر إلى تهور سايل " ق " ص 126 س 6 - 12 " فهل تراهما لم يطلعا على ما في العهدين، أم حاولا الإغفال ليروجا أغراضهما، أفأمنا من رقيب الحق، ومن الظرائف قول المتعرب " قذ ص 129 س 18 " اليهود يقولون إن الناموس أعطى لموسى نجوما، وليت شعري أن التوراة في أعصار هؤلاء لم تنحصر بنسخة حلقيا أو عزرا ليجهلوا ما فيها.
Bogga 43
المقدمة الثالثة فيما اتفق من صراحة بعض كتب العهدين بما يدل على مخالفة وضعها وترتيبها لترتيب إلهامها ووحيها، فإن المزمور الثامن عشر كان إلهامه عندما أنقذ الله داود من أيدي كل أعدائه ومن يد شاول، وإن المزمور الرابع والثلاثين كان إلهامه عندما غير داود عقله قدام أبي مالك وهو قبل ذلك، وإن إلهام المزمور الحادي والخمسين كان بعد ما تزوج داود بامرأة أوريا، وإلهام الثاني والخمسين عندما أخبر دواغ الأدومي شاول بدخول داود إلى بيت أخي مالك وهو قبل ما تقدم ذكره، وكذا إلهام المزمور السادس والخمسين، وكان إلهام المزمور السابع والخمسين بعد إلهام المزمور التاسع والخمسين، وإن الهام التاسع والخمسين كان عندما أرسل شاول من يراقب داود في البيت وهو قبل كل ما ذكر، وكان إلهام المزمور المائة والثاني والأربعين عندما كان داود في المغارة وهو قبل أغلب ما ذكرنا ومقارن لإلهام المزمور السابع والخمسين.
ويعرف ما ذكرنا من التقدم والتأخر ومخالفة الترتيب من ملاحظة عناوين المزامير ومراجعة تاريخ أحوال داود من تاسع عشر صموئيل الأول إلى ثاني عشر صموئيل الثاني.
وإن إلهام الإصحاح الحادي والعشرين من ارميا كان في أيام صدقيا آخر ملوك يهوذا، وإلهام أوائل الثاني والعشرين في أيام يهوياقيم، وإلهام أواخره في
Bogga 44
أيام ابنه كنياهو وهما قبل صدقيا، وإلهام الخامس والعشرين كان في السنة الرابعة ليهوياقيم وهي قبل ملك كنياهو وصدقيا، وإلهام السادس والعشرين كان في ابتداء ملك يهوياقيم، وهو قبل كل ما ذكرنا، ومثله إلهام السابع والعشرين بحسب أوائله إلا أن فيه غلط واضح كما يشهد به الثامن والعشرون، وإن إلهام الثاني والثلاثين كان في السنة العاشرة لصدقيا، وإلهام السادس والثلاثين كان في السنة الرابعة ليهوياقيم، وإن إلهام الثالث والأربعين كان في تحفنحيس في مصر بعد سبي بابل وانقراض مملكة يهوذا بمدة، وكذا إلهام الرابع والأربعين، مع أن إلهام الخامس والأربعين يتعلق بالسنة الرابعة ليهوياقيم، فراجع نص الأصحاحات المذكورة من ارميا مع تاريخ ملك يهوياقيم ويكنيا وصدقيا ملوك يهوذا، في الثالث والأربعين إلى الخامس والأربعين من الملوك الأول، والسادس والثلاثين من الأيام الثاني، وإن إلهام السادس والعشرين من كتاب حزقيال كان في السنة الحادية عشر لسبيهم، مع أن إلهام أوائل التاسع والعشرين كان في السنة العاشرة، وإلهام أواخره كان في السنة السابعة والعشرين، مع أن إلهام الحادي والثلاثين كان في السنة الحادية عشر وكان إلهام الأصحاح العاشر من كتاب دانيال في السنة الثالثة لكورش ملك فارس، وإلهام الحادي عشر في السنة الأولى لداريوس المادي وهو قبل كورش، وبناء على ما في النسخة السبعينية من ذكر كورش بدل داريوس يكون إلهام العاشر في السنة الثالثة لكورش، وإلهام الحادي عشر في السنة الأولى له، ولعل التتبع في العهدين يدلك على أكثر مما ذكرنا من مخالفة ترتيب الكتاب لترتيب إلهامه بل لعل التنفير في خصوص توراة موسى يشهد بكثير من ذلك، بل لعل ما لا شاهد عليه أكثر وأكثر، فلنكتف في هذه المقدمة على هذا المقدار.
Bogga 45
المقدمة الرابعة فيما ذكر في العهدين من الحالات الغريبة التي تعرض للأنبياء عند الوحي إليهم، وتجلى الله وظهور جلاله لهم.
ففي التوراة أن إبراهيم لما أوحي إليه في شأن نسله وغربتهم وقع عليه عند مغيب الشمس سبات ورعبة مظلمة " تك 15: 12 - 15 ".
وأن يعقوب لما رأى في الحلم السلم والملائكة، وخاطبه الرب واستيقظ خاف وقال: ما أرهب هذا المكان " تك 28: 12 - 18 ".
وأما موسى فإنه وإن لم تذكر التوراة في شأنه شيئا عند ظهور الله له في حوريب في عليقة النار في أول تكليمه إلا كونه غطى وجهه لأنه خاف أن ينظر إلى الله " خر 3: 1 - 6 "، وكذا في جبل سيناء " خر 19 ".
لكن استفانوس الذي وصف بأنه مملوء من الإيمان والروح القدس والقوة بحيث كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب " 1 ع 6: 5 - 8 ".
قد ذكر أن موسى ارتعد ولم يجسر أن يتطلع عندما ظهر له ملاك الرب في نار العليقة " 1 ع 7: 30 - 33 ".
وبولس الرسول العظيم عند النصارى ذكر في شأن ظهور جلال الله على جبل سيناء حين ارتجف الجبل، إن المنظر كان مخيفا حتى قال موسى: أنا
Bogga 46
مرتعب ومرتعد " عب 12: 21 ".
ويلزم من ذلك أن التوراة أهملت ذكر حال موسى في هذا الشأن، نعم ذكرت في مقام آخر أن موسى قال لله: أرني مجدك، فقال: أجيز كل جودتي قدامك ولا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني فيعيش وهو ذا عندي مكان فتقف على الصخرة ويكون متى اجتاز مجدي إني أضعك في نقرة من الصخرة وأسترك بيدي حتى اجتاز، ثم أرفع يدي فتنظر ورائي وأما وجهي فلا برى " خر 33: 18 - 23 ".
والمعقول من هذا الكلام هو أن الطبيعة البشرية حتى من مثل موسى لا نقوى على مشاهدة جلال الله ومجده من الوجهة الحقيقية المكنى عنها بأوجه وإنما نقوى بمساعدة العناية الربانية على بعض المشاهدة من الوجهة المكنى عنها بالوراء.
وذكرت التوراة أيضا أن السحابة غطت خيمة الاجتماع وملأ بهاء الرب المسكن فلم يقدر موسى أن يدخل خيمة الاجتماع لأن السحابة حلت وبهاء الرب ملأ المسكن " خر 40: 34 و 35 ".
ومقتضاه أن موسى مع مقامه النبوي وكونه كليم الله قد ضعف وأحجم عن الإقدام على مشاهدة بهاء الله.
وقد اتفق للعهدين التعرض لبعض أحوال الأنبياء عند الوحي والمكاشفة من تصرف الروح بهم على غير اختيارهم وسقوطهم لوجوههم ومقاساتهم الجهد والشدة كوقوع الغيبة والإغماء عليهم واضطرابهم وغير ذلك عند مشاهدة آثار الجلال والكبرياء.
فعن قول حزقيال لما رأى منظر شبه مجد الرب وخر على وجهه " حز 1 28 " فدخل في روح وأقامني على قدمي " حز 2: 2 "، وعن قوله أيضا فحملني الروح وأخذني وذهبت برا في حرارة روحي ويد الرب كانت شديدة على " حز 3: 14 ".
وأيضا وإذا بمجد الرب واقف هناك كالمجد الذي رأيته على نهر خابور
Bogga 47
فخررت على وجهي فدخل في روحي وأقامني على قدمي " حز 3: 23 و 24 " وأيضا، ومد شبه يد وأخذني بناصية رأسي ورفعني روح بين الأرض والسماء " حز 8: 3 ".
وأيضا ثم دفعني روح وأتى بي إلى باب البيت " حز 11: 1 ".
وأيضا كانت على يد الرب فأخرجني بروح الرب وأنزلني في وسط البقعة " حز 37: 1 ".
وعن قول دانيال في بعض رؤياه ومكاشفاته بالوحي، وسمعت صوت إنسان بين أولاي فنادى وقال: يا جبرائيل فهم هذا الرجل فجاء إلي حيث وقفت ولما جاء خفت وخررت على وجهي وإذ كان يتكلم معي كنت مسبخا على وجهي إلى الأرض فلمسني وأوقفني على مقامي " دا 8: 16 - 19 ".
وأيضا ورأيت هذه الرؤيا العظيمة ولم تبق في قوة ونضارتي تحولت إلى فساد ولم أضبط قوة، ولما سمعت صوت كلامه كنت مسبخا على وجهي ووجهي إلى الأرض وإذا بيد لمستني وأقامتني مرتجفا على ركبتي وعلى كفي يدي وهو ذا كشبه بني آدم لمس شفتي ففتحت فمي وتكلمت وقلت للواقف أمامي: يا سيدي بالرؤيا، انقلبت على أوجاعي فكيف يستطيع عبد سيدي أن يتكلم مع سيدي، وأنا فحالا لم تبق في قوة، ولم تبق في نسمة " دا 10: 7 - 18 ".
ومن الواضح أن سقوط حزقيال على وجهه ومرارته وحرارة روحه وشدة يد الرب عليه، وتصرف الروح به لا باختياره، وكذا حالات دانيال المذكورة إنما هي من انفعال الطبيعة البشرية واندهاشها وسقوط قواها لسطوة التجلي وهيبة الجلال وعظمة الكبرياء.
وفي العهدين أيضا، أن إيليا لما سمع صوت الرب الخفيف المنخفض لف وجهه بردائه " امل 19: 12 و 13 ".
وإن زكريا لما رأى ملاك الرب عن يمين مذبح البخور اضطرب ووقع عليه الخوف " لو 1: 11 و 12 "، ولما خرج من الهيكل وهو لا يستطيع التكلم فهم اليهود أنه قد رأى رؤيا " لو 1: 32 ".
Bogga 48
ويفهم من ذلك أن انفعال الطبيعة البشرية واندهاشها عند التجلي كان أمرا معلوما مقررا عند اليهود.
وفي العهد الجديد أن المسيح بعد اعتماده من يوحنا ونزول الروح القدس عليه أصعده الروح وأخرجه إلى البرية وصار يقوده فيها مع الوحوش أربعين يوما " أنظر إلى مت 4: 1 ومر 1: 12 و 13 ولو 4: 1 " وراجع التراجم الفارسية وغيرها، وتغيرت هيئة وجهه عندما تجلى الله له بإرسال موسى وإيليا " لو 9: 29 " واضطرب بالروح إذ أخبر أن واحدا من تلاميذه سيسلمه " لو 13: 12 " ولعل من هذا النحو كونه ليلة هجوم اليهود عليه في جهاد كما ترجم بالفارسية والتركية بالاضطراب حتى صار عرقة كقطرات دم نازلة على الأرض " لو 24: 44 " مع أن الوقت كان باردا يحتاج فيه إلى الاستدفاء والاصطلاء بالنار " أنظر إلى مر 14: 67 ويو 18: 18 "، وإن بطرس قد وقعت عليه غيبة وفسرت " ببيهوشي " وذلك حينما أوحي إليه حل جميع الحيوانات عند نزول الزنبيل " ا ع 10: 10 ".
وكذا بولس حينما أوحي إليه بالخروج من أورشليم " ا ع 22: 17 " بل وكذا عندما عرج به إلى السماء " 2 كو 12: 1 - 4 ".
وإن يوحنا ابن زبدي سقط في رؤياه كميت " روء 1: 17 " وكم وكم تصرف به الروح وذهب به لا باختياره " أنظر إلى روء 1: 10 و 4: 2 و 17: 3 و 21: 10 ".
هذا كله مع أن كتب العهدين لم تستقص ذكر هذه الحالات للأنبياء عند الوحي بدليل أن التوراة أهملت في شأن موسى ما ذكره استفانوس وبولس وأن الأناجيل قد أهمل كل واحد منها كثيرا مما ذكره الآخر فضلا عن اختلافها الكاشف عن عدم اطلاع كتبتها على حقيقة الحال.
وأن العهد القديم لم يذكر حالات أشعيا وارميا وهوشع وغيرهم من الأنبياء إلى ملاخي، وما يعرض لهم عند الوحي والتجلي ولا تظن أنهم في ذلك أعلا شأنا وأحسن حالا من إبراهيم ويعقوب وموسى وحزقيال ودانيال وزكريا
Bogga 49
والمسيح وبطرس وبولس ويوحنا كلا.
نعم ذكر في العهد القديم لبعض أنبيائه عند الوحي والتنبي حالات يستغربها العقل ولا يدنو مضمونها إلى الفهم.
منها أن أليشع النبي لما أراد يهو شافاط أن يسأل به الرب قال: إئتوني بعواد، ولما ضرب العواد بالعود كانت عليه يد الرب فتنبأ عن قول الرب " 2 مل 3: 11 - 19 ".
ومنها أن صموئيل قال لشاول: إنك تصادف زمرة من الأنبياء نازلين من المرتفعة وأمامهم رباب ودف وناي وعود وهم يتنبؤون فيحل عليك روح الرب فتنبأ معهم، ولما جاؤوا إلى هناك إلى جبعة إذا بزمرة من الأنبياء لقيته فحل عليه روح الله فتنبأ في وسطهم " 1 صم 10: 5 - 11 ".
وليت شعري ما مداخلة العود والعواد والدف والرباب والناي في النبوة.
وأيضا لما أرسل شاول رسلا لأخذ داود في الرامة ورأوا جماعة من الأنبياء يتنبؤون، وصموئيل رئيس عليهم، فكان عليهم روح الله فتنبأوا هم أيضا، وكذا الذين أرسلهم ثانيا وثالثا ذهب هو فكان عليه روح الله فخلع هو أيضا ثيابه، وتنبأ أيضا أمام صموئيل وانطرح عريانا ذلك النهار كله وكل الليل " 1 صم 19: 20 - 24 ".
وليت شعري ما معنى هذا التنبي وحلول روح الله، وما مداخلة خلع الثياب والتعري في النبوة، وما معنى ذلك، وهل يعدو هذا النحو أن يكون ضربا من الخلاعة والتجانن فاحفظ هذه المقدمة على ذكرك فإن بعض المباحثين للإسلام من النصارى كأنهم لم يطلعوا على ما فيها وإلا لما تفوهوا بما تفوهوا من الشطط إن كانت لهم نفوس حرة.
" تذييل " في بعض ما ذكر في العهدين من أحوال بعض الأنبياء في التبليغ عن أمر الله.
فمن ذلك ما في أخريات العشرين من أشعيا من أن الله أمر نبيه أشعيا أن يمشي عريانا وحافيا بين الناس ثلاث سنين ليبلغ الناس ويقول لهم: هكذا
Bogga 50