Jacaylka iyo Quruxda Carabta
الحب والجمال عند العرب
Noocyada
صلى الله عليه وسلم
نشأة كريمة طاهرة، حتى عرف من حداثة سنه بالصدق والأمانة، والبعد عن صغائر الأمور، فاشتهر بالصادق الأمين. وقد سمعت خديجة وهي سيدة نساء العرب به، ورغبت في أن يتجر بمالها، فكان نعم التاجر الصدوق المؤتمن، وربحت التجارة كثيرا؛ لما اتصف به عليه الصلاة والسلام من خلق عظيم، وقلب رؤوف رحيم.
وكان يصحبه خادمها «ميسرة» الذي شاهد ما شاهد من طيب الخلال، والصدق في الأقوال، والإخلاص في الأعمال، وقص الخادم على سيدته ذلك، ومن ثم آنست في سيدنا محمد صفات كمال الرجال، فعرضت عليه أن يتزوج بها، فوافق شاكرا راضيا، ولقد كان يخطبها أكبر سادة العرب وجلة ساستهم فلم ترض بواحد منهم.
وكانت على جانب عال من السماحة وجمال الخلق والخلق معا، وكان هو صلوات الله عليه وسلامه يبلغ الخامسة والعشرين، وتكبره بخمسة عشر ربيعا. وصادف هذا الزواج المبارك، بل حالفه التوفيق واليمن، فكانت نعم الزوجة الحبيبة الوفية الأمينة المخلصة.
وبينما كان يتحدث في غار ثور، نأيا عما كان عليه شباب العرب، حان ظهور جبريل عليه السلام لأول مرة، وقال له: اقرأ. فأجابه النبي: ما أنا بقارئ. فضمه إليه ثم أرسله، وأعاد عليه أخرى. وفي الثالثة: نزلت السورة:
اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم .
وما لبث أن عاد النبي إلى زوجته يقول: «زملوني» وسرد عليها روايته، فهدأت روعه بعد أن اختبرت حالته، إذ خشيت عليه سوءا فقالت: والله لن يخزيك الله أبدا؛ إنك تصل الرحم، وترحم الأرامل والأيتام، وتؤوي الضعفاء والمساكين. ثم رأت أخيرا أن تعرض أمره على ابن عمها ورقة بن نوفل، الكاهن ... فبشره بأن هذا هو الناموس الذي ينزل على أنبياء الله ورسله، وسيكون له شأن عظيم!
ولقد عاشرت خديجة رسول الله قبل الرسالة خمسة عشر عاما، حتى بلغ الأربعين، معاشرة كلها الحب والوفاء، وعاش معها حياة العزة والكرامة والاطمئنان. وكم كانت ترفع من مكانته وهو الرفيع المكانة، فتقول: «كل شيء ملك محمد، ليس لي فيه شيء، فهو صاحب الأمر والنهي». ولبثت معه ثمانية وعشرين عاما في أتم وأكمل ما يتصوره العقل الذكي، واللب الحكيم، إلى أن اختارها الله لجواره، ولحقت بالرفيق الأعلى.
ولقد كانت أول من آمن به من النساء، وكم حزن عليها سيدنا محمد صلوات الله عليه حزنا شديدا، حتى ذكر عام وفاتها بعام الأحزان، وما زال عليه الصلاة والسلام يذكرها بالخير والثناء بعد رحيلها، ولم يتزوج عليها قط. فما إن كان بمجلس مع عائشة الصديقة بنت الصديق وتذكر أن فلانة كانت حبيبة خديجة، حتى قال: أعطوها وأكرموها؛ فغارت عائشة قائلة: أو لم أكن يا رسول الله - أنا البكر - خيرا منها؛ فغضب وتغير وقال: والله يا عائشة، ما عادلها من النساء أحد، لقد أمدتني فقيرا ، وأكرمتني معاشرا، وملأت علي أركان حياتي أنسا وسؤددا. قالت عائشة: وقد أقسمت بحقه وحبه ألا تذكرها إلا بخير.
خير متاع الدنيا المرأة الصالحة
Bog aan la aqoon