فقالت وهي تحني رأسها وفي تأثر بالغ: لعلك لم تعلم بأنه فقد بصره!
فصعق لحظات في انزعاج حقيقي على حين صدرت عن الفتاة زفرات بكاء. - فقد بصره؟! - أجل. - نهائيا؟ - طبعا. - وهل عرف الحقيقة؟ - أجل.
وساد الصمت فوضح صوت النسيم في غصون الأشجار، ثم تمتم: آسف على حظك يا سنية! - هو على أي حال خير من حظ عليات! - وماذا قررت؟ - يا له من سؤال! سأتمسك به إلى ما لا نهاية.
فتساءل بدهشة: أتعنين ما تقولين؟ - بكل توكيد. - لن يهملوه من الناحية المالية، ولكن ...
فقاطعته: قدرت كل شيء، ثم اتخذت قراري.
فتردد قليلا، ثم قال: أرجو أن يكون قرارك نتيجة لتفكير سليم لا لفورة عاطفية زائلة! - إني أعرف نفسي أكثر مما تتصور! - إذن فتقبلي صادق تمنياتي!
فتساءلت مغيرة الحديث بدورها ومرجعة إياه إلى مجراه الأصلي: ألا يمكن أن تعدل عن قرارك فيما يتعلق بعليات؟
فقال بهدوء وتصميم: كلا للأسف! - إنك تفرط في حب حقيقي. - سنتزوج في أقرب فرصة.
وفصل الصمت بينهما مرة أخرى، حتى قال: إني معجب بك!
فقالت وهي تهم بالذهاب: ليتني أستطيع أن أقول ذلك لك.
Bog aan la aqoon