فقالت بتحد: لا تكابر، أنت ملكي أنا، ألم تدرك ذلك بعد؟
22
كان مرزوق أنور واقفا في حديقة الاستوديو في فترة الاستراحة عندما وجد أمامه - على غير ميعاد أو توقع - سنية شقيقته وعليات خطيبته. ارتبك وشعر بأنه وقع في مأزق، وكان عليه أن يتمالك نفسه، فتمالكها ، ومد يده للمصافحة وهو يغمغم بكلمات ترحيب مخنوقة لم تسمع. وأخرسهم الصمت وقتا، وكادوا يستسلمون له إلى ما لا نهاية، حتى خرقته سنية، فقالت وهي متوترة الأعصاب: ليس العثور عليك بالميسور في هذه الأيام.
انقطع عن بيته تماما منذ عشرة أيام، فلم يدر ماذا يقول. ودست سنية يدها في حقيبة عليات، فتناولت خطابا وسألته: أهذا خطابك؟
فأحنى رأسه، لم ينبس ولم يعترض، فقالت سنية: مخجل مؤسف بلا حدود.
فخرج من صمته متمتما: أشاركك عواطفك. - أنت تقول ذلك! - أجل، تعذبت طويلا، ولكن لا يمكن أن تقوم حياة كريمة على أكذوبة!
فتساءلت عليات بصوت متهدج: تعتبر الآن ما كان بيننا أكذوبة!
فقال برقة وحزن: تقديري لك بلا نهاية، كذلك خجلي منك، ولكنه قضاء لا حيلة فيه!
فسألته سنية بامتعاض: أيموت حب كبير في دقيقة، ليحل محله حب جديد؟
وهتفت عليات: شيء حقير جعلني أعتقد بأنني كنت بلهاء.
Bog aan la aqoon