فانتترت قائمة في فزع، وقالت: كلا. - فكري قليلا. - كلا. - ألا تريدين أن ...
فقاطعته بحدة: أريد أن أهاجر.
وهز منكبيه، ثم ودعها وغادر البيت. مضى إلى صيدلية واتصل تليفونيا بمكتب المخرج محمد رشوان سائلا عنه، فكان الجواب أنه يعمل في استوديو مصر. وحاول الاتصال بالاستوديو، ولكن الرقم ظل مشغولا، فاستقل سيارته، وانطلق بها بسرعة إلى الاستوديو. وهناك - وكانت الساعة العاشرة مساء - علم بأنه غادر الاستوديو، وأخبره موظف أنه ذهب إلى «جاميكا» لتناول العشاء. ووجه سيارته إلى جاميكا بالطريق الصحراوي. ومضى يجوب حديقتها، ويتفقد البهو، ولكنه لم يعثر له على أثر. وقال له المدير: إن الأستاذ لم يحضر بعد، فمضى يتمشى أمام المطعم. وحوالي الحادية عشرة وقفت سيارة في الموقف أمام المطعم، وتركها رجلان، فأشار البواب إلى أحدهما، وقال للدكتور علي: ها هو الأستاذ محمد رشوان!
كان يتقدم مرزوق أنور بخطوات، ويسير على مهل وهدوء وفي خيلاء بجاكتته الجلدية الطحينية وبنطلونه الكحلي. اتجه الدكتور علي زهران نحوه في هدوء أيضا على ضوء المصباحين المغروسين في أعلى المدخل، فالتفت الرجل إليه في غير اهتمام، ولعله توقع أن يسمع كلمة إعجاب أو اقتراح من نوع ما يتصل بعمله. ودون أن يتفوه الدكتور بكلمة ركله في بطنه بكل قوة عضلاته وأعصابه. انطلق من فم محمد رشوان خوار. حملقت عيناه، ثم تهاوى ساقطا على وجهه. حدث ذلك بسرعة خاطفة، حتى ذهل مرزوق أنور، فتجمد كتمثال. وخرج من ذهوله صائحا: أنت مجنون؟
وأقبل البواب مهرولا، وتجمع بعض سائقي السيارات. أحاط بعضهم بالدكتور علي، وانحنى الآخرون على الأستاذ الملقى.
وصاح الدكتور علي زهران يخاطب الرجل الملقى أمامه: أنا شقيق منى زهران يا وغد!
فانقض عليه مرزوق أنور، حتى قبض على عنقه وهو يهتف: أنت مجنون! لن تفلت من يدي!
فنزع يديه بغضب، وهو يصيح: إنه وغد يستحق التأديب!
وارتفع صوت من بين العاكفين على الرجل الملقى وهو يقول: مات الرجل .. اقبضوا على القاتل!
16
Bog aan la aqoon