وبالمثل أيضا، وجدت كاث هذه الفكرة المتعلقة بالمعاشرة الجنسية المشروطة والإلزامية أمرا مثيرا ومقززا في الوقت نفسه؛ ففكرة أن تمنح نفسك، طواعية ودون أن يقع عليك أي لوم، لأي شخص يحين دوره في القائمة أشبه بالدعارة المقدسة؛ حيث تمثل الشهوة الجنسية واجبك. ومنحها التفكير في هذا الأمر شعورا بالإثارة البذيئة الفاحشة.
لكنه لم يثر سونيه؛ فهي لم تخض تجربة الإشباع الجنسي. سألها كوتر إن كانت قد شعرت به عندما عادت إليه، لكنها أجابته بالنفي. فشعر بالإحباط، وشعرت هي أيضا به من أجله. وأوضح لها أنها شديدة الاستئثار والتعلق بفكرة الملكية الجنسية، وكانت تعلم أنه على حق.
قالت لكاث: «أعلم أنه يعتقد أنني لو كنت أحبه بما يكفي لشعرت بالإشباع، لكنني أحبه بالفعل ... أتعذب بلوعة حبه.»
بالرغم من كل الأفكار المثيرة التي وردت على ذهن كاث، رأت أنها لا تستطيع مضاجعة أي رجل آخر على الإطلاق سوى كنت؛ فالجنس في نظرها أشبه بجهاز اخترعاه بينهما، ومحاولة ممارسته مع شخص آخر يعني تغيير «دوائره»، الأمر الذي سيسفر عن «انفجار» حياتها بالكامل أمام عينيها. لكنها، مع ذلك، ما كانت لتقول إنها تحب كنت وتتعذب بلوعة حبه. •••
أثناء سير كاث على الشاطئ من منزل مونيكا إلى منزل سونيه، رأت أشخاصا في انتظار الحفل، وقد تجمعوا معا في مجموعات صغيرة أو جلسوا على جذوع الأشجار ليشاهدوا اللحظات الأخيرة لمغيب الشمس، ويشربوا الجعة. كان كوتر ورجل آخر معه يغسلان إحدى الصفائح المستعملة ليصنعا فيها شراب البنش المسكر. وكانت آنسة كامبو، رئيسة أمناء المكتبة، تجلس وحدها على أحد جذوع الأشجار. لوحت لها كاث بيديها في حماس، لكنها لم تذهب للجلوس معها. فإذا انضم المرء لشخص ما في تلك المرحلة من الحفل، فسيقع في الشرك ويظل مع هذا الشخص وحدهما. الخيار الأمثل في هذه الأحوال هو الانضمام إلى مجموعة تضم ثلاثة أو أربعة أشخاص، حتى وإن كانت المحادثة بينهم - التي بدت حيوية عن بعد - مخيبة تماما للآمال. لكنها لم تستطع فعل ذلك بعد أن لوحت للآنسة كامبو؛ فكان عليها التوجه نحو أي مكان. فمضت في طريقها، ومرت بكنت الذي كان يتحدث مع زوج مونيكا عن الوقت الذي استغرقه نشر أحد جذوع الأشجار على الشاطئ. صعدت، بعد ذلك، درجات سلم منزل سونيه لتدخل إلى المطبخ.
كانت سونيه منشغلة بتقليب وعاء ضخم من صلصة الفلفل الحار، في حين أخذت المرأة الأكبر سنا - التي عاشت معها في المنزل الشيوعي - تعد شرائح خبز الجودار والسلامي والجبن على أحد أطباق التقديم. كانت تلك المرأة ترتدي في الحفل الملابس نفسها التي ارتدتها في عشاء الكاري؛ تنورة فضفاضة وسترة باهتة اللون ضيقة، بدا منها تدلي ثدييها حتى خصرها. اعتقدت كاث أن لذلك علاقة بالماركسية؛ إذ كان كوتر يفضل ألا تخرج سونيه مرتدية حمالة الصدر، وكذلك الجوارب، وعدم التزين بأحمر الشفاه. وتعلق الأمر أيضا بالعلاقات الجنسية المتحررة التي تخلو من الغيرة، والاشتهاء المتقد الذي لا يقف عائقا أمامه وصول المرأة الخمسين من عمرها.
كان بالمطبخ أيضا فتاة - كانت تعمل في المكتبة - تقطع الطماطم والفلفل الأخضر، في حين جلست امرأة لم تعرفها كاث على كرسي المطبخ، تدخن السجائر.
قالت فتاة المكتبة لكاث: «هل أسأنا لك في شيء؛ نحن العاملين جميعا في المكتبة؟ سمعنا أنك أنجبت فتاة جميلة، ولم تحضريها لنا كي نراها. أين هي الآن؟»
أجابت كاث: «نائمة على ما أرجو.»
كانت تلك الفتاة تدعى لورين، لكن سونيه وكاث عند تذكرهما أيام عملهما في المكتبة أطلقتا عليها اسم ديبي رينولدز؛ إذ كانت مفعمة بالحيوية.
Bog aan la aqoon