تمكنت من السير بالحذاء. سارت أمامه إلى البوابة، فانحنى من خلف كتفها ليفتح البوابة. وانتظرت حتى فعل ذلك، ثم تنحت جانبا لتدعه يتقدمها في السير؛ لأنه كان قد أحضر بلطة صغيرة من سقيفة الحطب لإزالة الأعشاب من طريقهما.
قال لها: «كان من المفترض أن تمهد الأبقار هذه الأرض، لكن هناك أشياء لا تأكلها الأبقار.»
فقالت له: «لم آت إلى هنا سوى مرة واحدة فقط. كان ذلك في الصباح الباكر لأحد الأيام.»
بدا الإحباط الذي شعرت به في تلك المرة طفوليا الآن في نظرها.
واصل روبرت جز النباتات الضخمة كثيرة الشوك. وعكست الشمس خطا مستويا من الضوء الترابي على كتلة الأشجار الموجودة أمامهما. كان الهواء صافيا في بعض الأماكن، ثم باغتتهما سحب من الحشرات دقيقة الحجم التي تظهر بين الحين والآخر. كانت حشرات لا يتجاوز حجمها حجم ذرات التراب، وظلت تتحرك باستمرار، لكنها حافظت على بقائها معا في شكل عمود أو سحابة. كيف تمكنت من فعل ذلك؟ وكيف اختارت بقعة دون غيرها لفعل ذلك؟ لا بد أن الطعام يلعب دورا في ذلك، لكنها لم تثبت قط - فيما يبدو - في مكان واحد على نحو يمكنها من الحصول على ما يكفيها من طعام.
عندما وصلت إنيد بصحبة روبرت إلى مكان ما أسفل أوراق نباتات الصيف، حل الغسق، وأوشك الليل على أن يسدل ستاره على السماء، ولزم الانتباه للخطوات لتجنب التعثر في الجذور التي برزت من الطريق، أو اصطدام الرأس بالنباتات المعترشة المتدلية، ذات السيقان التي أثارت متانتها دهشتهما. بدا الماء، بعد ذلك، لامعا عبر الأغصان المظلمة، لكن بالقرب من الضفة الأخرى من النهر، كان الضوء لا يزال منعكسا على الماء والأشجار. وعلى هذا الجانب - حيث كانا يتجهان نحو الضفة الآن عبر أشجار الصفصاف - كان لون الماء كالشاي، لكنه صاف في الوقت نفسه.
كان الزورق لا يزال في مكانه بين الظلال، مثلما رأته إنيد أول مرة.
قال روبرت: «المجدافان مخبآن.» وذهب بين أشجار الصفصاف لإحضارهما. وفي لحظة، لم تعد إنيد تراه. اقتربت من حافة الماء حيث غرز حذاؤها في الطين قليلا، وأعاق حركتها. لو أنصتت لتمكنت من سماع صوت تحركات روبرت بين الأحراش، ولو ركزت على حركة القارب، تلك الحركة البسيطة الكتومة، لشعرت بأن كل شيء اتسم بالهدوء في تلك الأرجاء منذ زمن بعيد.
جاكارتا
1
Bog aan la aqoon